مبارك الدويلة: لو كنت رئيساً مكلّفاً للوزراء..!

مع يقيني باستحالة ذلك لعدة أسباب يعرفها القاصي والداني، إلا أنني سألزم نفسي بالتالي عند افتراض تكليفي بتشكيل الحكومة القادمة: 

أولاً: قبل التشكيل 

- سأطلب ممن كلفني أن يمنع عني تدخلات أبناء الأسرة في التشكيل مهما ارتفع شأنهم الداخلي.

- سأشكل جهازاً استشارياً من ذوي الكفاءة والخبرة لاستقبال ومراجعة أسماء من يتم ترشيحهم وتقديم المعلومات التفصيلية عنهم، واستبعاد فقط من لديه أسباب قانونية تحول دون ترشيحه.

- لن أجعل للانتماء القبلي أو الطائفي أو العائلي أو الحزبي أي دور في الاختيار، ولن أستبعد أي مرشح بسبب هذا الانتماء، وستنتهي مقولة إن هذا الوزير محسوب على فلان، بينما ذاك محسوب على فلان.

- سأشكل حكومة من «رجال دولة»، الذين يتميزون بالنزاهة والكفاءة (إن خير من استأجرت القوي الأمين)، وسأختار من ولاؤه للكويت وليس لمعزبه أو قبيلته أو حزبه أو طائفته.

- لن أُكلف نائباً منتخباً وزارة خدمات، وألا أختار وزيراً يستمتع باستفزاز النواب. 

- لن أُكلف أحد أبناء الأسرة وزارة الداخلية، وفي أسباب ذلك يطول الحديث.

- لن أختار من لديه عداءً لظاهرة التدين ولا للمعروف بآرائه المخالفة لعادات الأمة وموروثها الأخلاقي.

ثانياً: بعد التشكيل

- سأطلب من كل الوزراء العمل كفريق واحد في مجلس الأمة، والحرص على التعاون قدر الإمكان مع النواب، واعتبارهم رفقاء درب لا فرقاء مصالح. 

- سأرفض أسلوب كل وزير جديد يلغي كل الجهاز القديم، ويأتي بجهازه الخاص، بحجة أن تعمل مع من تعرف، فقد يكون من لا تعرف اليوم وتعرفه غداً أفضل كثيراً ممن تعرف منذ فترة.

- سأطلب من كل وزير يوجه له استجواب أن يصعد المنصة ويواجه الأسئلة بالأجوبة الواضحة والمقنعة وإلا يتحمّل نتائج عمله. 

- سأطلب من كل وزير الالتزام بالمدة المحددة لائحياً للإجابة على أسئلة النواب وعدم تجاهل أي سؤال.

- سأطلب من الوزراء عدم استقبال النواب في وزاراتهم لتخليص معاملاتهم، وتحديد يوم في الأسبوع في مجلس الأمة لذلك.

- سأرفض ظاهرة التمييز بين النواب في تعامل الوزراء مع طلباتهم، وسيكون نائب المعارضة ونائب الموالاة سواسية في هذا الأمر.

- لن أتحالف مع رئيس مجلس الأمة ضد المعارضة، بل سأتعاون معهم لتمرير مشاريع الحكومة ومقترحات النواب سواء بسواء.

***

هذه كلها أمنيات، لكنني أعتقد لو يأخذ بها سمو رئيس مجلس الوزراء المكلف لتحولت ديموقراطية الكويت إلى نموذج يعتز به كل كويتي، ويتمناه كل خليجي.