علي البغلي: مال البخيل يأكله بياع المسابيح!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 665 مشاهدات 0


والبخيل الآن قولاً واحداً هو حكوماتنا (الرشيدة) الاخيرة، ولكن بخلها على ناس وناس، فموظفون كبارا وصغارا، وشيوخا وتجارا، نهبوها نهبا ولم تحرك عليهم ساكناً إلا بعد التي واللتيا، وأنا وكل المراقبين للأحوال العامة متأكدون أن ما لم يكتشف من سرقات ونهب هو أضعاف أضعاف ما تم اكتشافه حتى الآن.. فالجانب الرقابي، المتمثل بديوان المحاسبة وديوان الخدمة المدنية وهيئة النزاهة وغيرها، يقوم بعمله على طريقة السلحفاة، أي الهون أبرك ما يكون وعلى ناس وناس؟! فهناك هيئات ومؤسسات يُصرف عليها من أموالنا العامة ملايين الملايين، وتقول لها الرشيدة، ممثلة بوزارة المالية، اطلب تُجب، وما يردك إلا لسانك.. وهناك هيئات ومؤسسات منشأة بقوانين وبموجب معاهدات دولية انضمت إليها الكويت، وبالتالي يجب عليها الالتزام بمضامينها، ولكن الانضمام كان كما يظهر من تعامل الرشيدة مع هذه الهيئات كان انضماما من فئة (غصب عني مش بخاطري)! وما أقصده هنا وأنا شاهد على ذلك تعامل الرشيدة مع الديوان الوطني لحقوق الإنسان المُنشأ بقانون أقره مجلس الأمة وصادق عليه الأمير الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه، حيث خصصت له ميزانية أقل من مليون دينار لديوان يحتاج إلى عشرات الموظفين ولأجهزة اتصال ولمقر وأشياء وأمور أخرى، والمبلغ المذكور لا يكفي حتى مرتبات المنتمين له! 

*** 

ضحكت بأسى عندما نشرت الصحف استيلاء موظف بالإدارة العامة للإطفاء على مدى سنتين على حوالي مليوني دينار، ورفع مرتبه من ألفين الى 42 الف دينار، أي ما يوازي نصف مليون دينار سنويا، والرشيدة بأجهزتها الرقابية التي لا تعد ولا تحصى لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم، لولا أن اكتشف أحد زملائه بأن سارق المليونين أصدر لنفسه شهادة مرتب بـ 4 الاف دينار!؟ مع أن مرتبه لا يجاوز الفي دينار. 

موظف المطافئ سارق المليونين افتتح له دكانا في منطقة المباركية لبيع المسابيح للتغطية على الاموال المسروقة من ميزانية الادارة العامة للمطافئ من دون أن يكتشف ذلك أحد ولمدة سنتين؟!

*** 

للشهادة على ازدواجية الرشيدة الصرفية ما نراه كل يوم من منح وعطايا لدول صديقة ولدول وقفت ضدنا عندما محانا المقبور صدام من الخريطة، والمنح يمنحها صندوق التنمية الكويتي، الذي نرى كبار مسؤوليه، وهم يوقعون على اتفاقيات المنح الفسفسية للدول الأجنبية لاعمار مدنهم القديمة، وبلدهم الكويت تئن بناه التحتية من التدمير وعدم الاسراع بالإنشاء بحجة العجز المالي، الذي تعاني منه هذه الايام ميزانية الرشيدة، التي كانت تعمل في السنوات المنصرمة بمبدأ (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب). وفي الختام، لا نملك الا أن نعبر عن اعجابنا عما فعله موظف المطافئ بأموال بخيلتنا الرشيدة.. لان مال البخيل ما ياكله إلا العيار.. وعيارنا هنا بياع المسابيح! 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك