خطة مصرية لـ #واشنطن لتحويل مجرى #نهر_النيل إلى ممر ملاحي عالمي

عربي و دولي

يربط بين 11 دولة «دول حوض النيل»

الآن - وكالات 180 مشاهدات 0


عرض وزير الري المصري محمد عبد العاطي، على ممثلين لواشنطن في اجتماع بالقاهرة، مشروع تحويل نهر النيل لشريان ملاحي لدول حوض النهر، كما بحث الجانبان تداعيات أزمة سد النهضة الإثيوبي.

وجاء ذلك خلال لقاء عبد العاطي مع ماثيو باركس خبير المياه بالحكومة الأمريكية، ونيكول شامبين نائب السفير الأمريكي، وممثلي سفارة واشنطن بالقاهرة، بحسب بيان لوزارة الري المصرية.


ووفق البيان "استعرض عبد العاطي، مشروع الممر الملاحي بين بحيرة فيكتوريا (المنبع الرئيسي لنهر النيل وتقع في شرق القارة الإفريقية بين تنزانيا وأوغندا وكينيا)، والبحر المتوسط والذي يهدف لتحويل نهر النيل لشريان ملاحي يربط بين دول حوض النيل"، دون تحديد موعد انطلاقه أو الدول المشاركة فيه.

وأضاف الوزير أن المشروع "يشتمل على ممر ملاحي وطريق وخط سكة حديد وربط كهربائي وكابل معلومات لتحقيق التنمية الشاملة لدول حوض النيل".

ووفق البيان المصري فإن "الخبير الأمريكي، ونائب السفير أبديا اهتمامهما بهذا المشروع باعتباره أحد أهم المشروعات الإقليمية التي تحسن الأحوال الاقتصادية والاجتماعية لكافة الدول المشاركة بالمشروع".

ويضم حوض النيل 11 دولة هي إريتريا وأوغندا وإثيوبيا والسودان وجنوب السودان والكونغو الديمقراطية وبوروندي وتنزانيا ورواندا وكينيا ومصر.

وحول الموقف الراهن من أزمة سد النهضة المتعثرة مفاوضاته، منذ أشهر، أشار عبد العاطي إلى "ما أبدته مصر من مرونة كبيرة خلال مراحل التفاوض المختلفة لرغبتها في التوصل لاتفاق عادل وملزم فيما يخص الملء والتشغيل" .

وأكد "ضرورة وجود إجراءات محددة للتعامل مع حالات الجفاف المختلفة في ظل اعتماد مصر الرئيسي علي نهر النيل".

وقال إن "احتياجات مصر المائية تصل إلى نحو 114 مليار متر مكعب سنويا بعجز حوالي 54 مليار متر مكعب سنويا".

وفي 10 نوفمبر الجاري دعا بيان مصري أمريكي مشترك في ختام جلسات الحوار الإستراتيجي بين البلدين في واشنطن، إلى استئناف مفاوضات السد.

وتتبادل مصر والسودان مع إثيوبيا اتهامات بالمسؤولية عن تعثر مفاوضات السد، بسبب خلافات حول التشييد والتشغيل وجدولة الملء.

من جانبه أعرب الوفد الأمريكى عن اهتمامه بالمشروع كونه أحد أهم المشروعات الإقليمية الواعدة التي تدفع عجلة التنمية، وتحسن الأحوال الاقتصادية والاجتماعية للدول المشاركة به كافة.

المصدر: وسائل إعلام مصرية


النيل.. قصة نهر يجري منذ 30 مليون سنة


بطوله البالغ 6700 كيلومتر يندفع نهر النيل ملتويا على أراض أفريقية شاسعة مشكلا الدول والمجتمعات وحاضنا للحضارات، فهل تساءلت منذ متى تشكل المجرى الحالي للنيل نهر الحياة والصراعات؟

فبعيدا عن التوترات الجيوسياسية على غرار قضايا الأمن المائي والنزاع الناجم بين مصر دولة المصب وإثيوبيا دولة منبع النيل الأزرق، هناك سؤال ما فتىء يقض مضاجع الخبراء والمتخصصين وهو ما عمر هذا النهر العظيم؟ ومنذ متى استقر مجراه الحالي؟

فهناك شبه إجماع لدى العلماء على أنه من الصعب تحديد عمر نهر النيل بدقة نظرا لطوله وتعدد روافده وتشعبها، فالنيل الأبيض ينبع من رواندا بينما ينبع النيل الأزرق من مرتفعات الهضبة الإثيوبية، ويتحد النهران معا عند العاصمة السودانية الخرطوم ليشكلا نهر النيل، وبعد مسير ساعات نحو الشمال يدعمه نهر عطبرة قبل أن يحط رحاله في البحر المتوسط بعد عبور مصر من جنوبها لشمالها.

ملتقى النيلين الأبيض والأزرق في مدينة الخرطوم السودانية (مواقع التواصل الاجتماعي)ملتقى النيلين الأبيض والأزرق في مدينة الخرطوم السودانية (مواقع التواصل الاجتماعي)


وقد حاول فريق علمي متعدد الجنسيات من الباحثين والجيولوجيين الإجابة عن هذا السؤال، وبعد سنوات من العمل نشر نتيجة أبحاثه أمس الاثنين في مجلة "نيتشرجيوساينس" العلمية البريطانية.

وحسب الفريق العلمي فإن منبع النيل الأزرق من بحيرة "تانا" في مرتفعات الهضبة الإثيوبية ثابت منذ نحو 30 مليون سنة، وليس منذ ستة ملايين سنة كما كانت تقديرات العلماء السابقة، وتوصل الفريق العلمي إلى هذه النتيجة بفضل تحليل الترسبات والمحاكاة الرقمية بهدف إعادة بناء التطورات الجيولوجية بالمنطقة خلال الحقب الزمنية المتتالية.

وقد أجرت صحيفة لوموند الفرنسية لقاء مع اثنين من أعضاء فريق العلماء السبعة الذين قاموا بالدراسة وهما أستاذ الجيولوجيا بجامعة روما كلاوديو فاتشينا وزميله بجامعة تكساس بيتر غليزوفيتش.

وقال الباحثان إنهما اختارا موضوع البحث لأسباب عدة، أهمها أن النيل فضلا عن كونه أطول نهر في العالم يتميز بخصائص فريدة منها أنها يشق مساحات صحراوية شديدة الجفاف.

وأضاف الباحثان أنهما استندا في نظريتهما الجديدة على أدلة علمية جيولوجية وجيوفيزيائية أظهرت أن الحمل الحراري لغطاء الأرض في منطقة حوض النيل شكل تضاريسها خلال 30 مليون سنة، وهو ما يعني أن حركة الصخور الأرضية في هذه المنطقة أبقت على مسار نهر النيل الحالي طوال هذه الفترة الزمنية.

وتوصلت الدراسة العلمية أيضا من خلال التحليل الجيولوجي للرواسب الموجودة في منطقة النيل الأزرق إلى أن بداية تراكم هذه الرواسب تعود لما قبل 30 مليون عام، كما أكدت ذلك المحاكاة الرقمية لإعادة بناء تطورات المشهد العام للنهر.

مجرى النيل في أسوان بمصر (غيتي)مجرى النيل في أسوان بمصر (غيتي)

ويشير الفريق العلمي إلى أن هذه الدراسة شملت فقط المنطقة النهرية الفاصلة بين المصب شمالي مصر ومنطقة منبع النيل الأزرق في الهضبة الإثيوبية، بينما لم تشمل المجرى من التقاء النهرين في العاصمة السودانية الخرطوم حتى منبع النيل الأبيض في رواندا بمنطقة البحيرات الكبرى.

ويعتقد العلماء أن التقاء النيلين في الخرطوم كان في حقبة زمنية حديثة نوعا ما مقارنة بعمر النيل الأزرق، حيث يقدرون فترة انضمام النيل الأبيض بما بين 11 ألف سنة و2,58 مليون سنة.

ويأمل فريق الباحثين أن تضع نتائج هذه الدراسة العلمية الجديدة نهاية لجدل مستمر منذ فترة طويلة حول عمر نهر النيل.

المصدر : الصحافة الفرنسية + الجزيرة

تعليقات

اكتب تعليقك