إبراهيم العوضي: برافو... ليلى ومثنى!

زاوية الكتاب

كتب إبراهيم العوضي 3384 مشاهدات 0


خبران مفرحان انتشرا الأسبوع الماضي في مواقع التواصل الاجتماعي. الخبر الأول، هو قيام الدكتور الكويتي مثنى سرطاوي، عضو هيئة التدريس في جامعة ألينوي، والحائز على الزمالة في تبديل المفاصل من مستشفى راش في شيكاغو، في إجراء عملية جراحية لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز لتبديل مفاصل الركبة بالتقنية الحديثة، وحجم الإشادة التي صاحبت نجاح تلك العملية التي لم تكن الأولى من نوعها التي يجريها الدكتور مثنى.

أما الخبر الثاني، فهو تعيين ابنة الكويت ليلى الجاسم، إحدى خريجي برنامج ابتعاث الكويتيين لدراسة الماجستير كمديرة للإستراتيجيات والعمليات في شركة غوغل في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأميركية، بعد إنجازها لبرنامج الماجستير بجامعة ستانفورد العريقة.

ولمن لا يعرف بيانات شركة غوغل المالية، فهي تحقق أرباحاً سنوية تتجاوز 41 مليار دولار ومبيعات تفوق 182 مليار دولار! وتتفوق في ميزانياتها وحدها على دول كثيرة وعريقة!

إنجازات تستحق الإشادة والتقدير، فهي مدعاة فخر لكل كويتي محب لهذا الوطن، كيف لا وأبناء الكويت يرفعون رايتها خفاقةً في دول العالم أجمع! وليتأكد لنا يوماً بعد يوم أن هناك من أبناء الكويت من يستطيع أن يصل للعالمية ويمثل الكويت خير تمثيل، متى ما توافرت لهم الظروف المناسبة والملائمة! ولا خير فينا إن لم نشكر ونقدر ما قاموا به من إنجاز يفرض علينا الثناء عليهم.

الشاهد في الأمر، أن على المسؤولين وأصحاب القرار أن يعيدوا النظر في كيفية التعامل مع الكفاءات الكويتية واحتضانها وتشجيعها، حتى يكون إبداعهم وجهوهم وأعمالهم وتميزهم داخل الكويت ولخدمة الكويت، بدلاً من العمل خارجها!

يتفق الجميع أن سوق العمل الكويتي طارد وبامتياز.

فنظام العمل في القطاع الحكومي لا يراعي الكفاءات والقدرات الكويتية، فالتعيين للجميع والكل سواسية، سواء كان ذلك للمجتهد أو المهمل وبغض النظر عن معدل التخرج أو التخصص، والتعيينات تكون بالواسطة والترقيات بالمحسوبية وبيئة العمل مملوءة بالروتين والبيروقراطية القاتلة، لذلك نجد أن العمل في القطاع الحكومي (يطفش) كل متطلع لتحقيق النجاح والإنجاز!

أما القطاع الخاص فيعاني الأمرين، فقطاع الاستثمار والعقار والبنوك هو المسيطر على هذا القطاع، والتعيين فيه غاية بالصعوبة بسبب حجم السوق الصغير.

كما أن هذا القطاع ابتعد كثيراً عن مجال الاستثمار في الصناعة ووسائل التكنولوجيا الحديثة والبحوث والعلوم الطبية، وكل هذه المجالات هي أساس ومستقبل الاستثمار ليس في الكويت بحسب، بل في العالم أجمع!

على صانع القرار أن يعيد النظر في إستراتيجية التعامل مع الكفاءات الكويتية، وبعيداً عن الدخول في كيفية ذلك، إلا أن الكويت أحوج ما تكون لمثل هذه الكفاءات! والله من وراء القصد!

تعليقات

اكتب تعليقك