قضية جديدة تتفجر في وجه المونديال القطري... «العمل الدولية»: مئات العمال ماتوا بسبب سوء ظروف العمل في #قطر ...
عربي و دوليتحليل معمّق أجرته منظمة العمل الدولية بشأن الوفيات والإصابات المرتبطة بالعمل « نسبة العمال الوافدون 95% من القوة العاملة في #قطر»
CNN نوفمبر 19, 2021, 10:37 م 201 مشاهدات 0
كشف تقرير منظمة العمل الدولية – الذي يحمل عنوان "إصابة واحدة تكفي: جمع وتحليل بيانات الإصابات المهنية في قطر" - عن أن معظم الإصابات طالت العمّال المهاجرين من دول بنغلاديش والهند ونيبال، لاسيّما من يعملون في قطاع البناء والإنشاءات.
أفاد تقرير صادر عن المنظمة يوم الخميس، أن ما لا يقل عن 50 عاملاً قطريًا ماتوا في عام 2020، حيث أعاقت الثغرات جمع البيانات من قبل مؤسسات الدولة منظمة العمل الدولية من تقديم رقم قاطع عن عدد الإصابات المهنية القاتلة.
وذكر التقرير أن قطر لا تحقق بشكل كافٍ وتبلغ عن وفيات العمال، ودعا إلى "جودة أفضل وجمع بيانات أكثر دقة، مع بذل مزيد من الجهود للتحقيق في الإصابات والوفيات التي قد تكون مرتبطة بالعمل ولكن لم يتم تصنيفها حاليًا على هذا النحو".
تعرضت الدولة الخليجية الصغيرة لتقارير من منظمات غير حكومية تزعم سوء المعاملة والإيذاء تجاه العمال المهاجرين المشاركين في مشاريع البنية التحتية في الفترة التي تسبق كأس العالم لكرة القدم 2022.
أظهرت بيانات من المؤسسات الطبية التي تقدم الرعاية الحادة للعمال المصابين في قطر، أن 50 عاملاً ماتوا في عام 2020 وأن أكثر من 500 أصيبوا بجروح خطيرة، وفقًا لتقرير منظمة العمل الدولية الشامل عن الوفيات والإصابات المرتبطة بالعمل في الدولة.
وذكر التقرير أن 37600 عامل أصيبوا بجروح خفيفة إلى متوسطة في عام 2020
وقالت منظمة العمل الدولية في بيان حول التقرير: "عانى معظمهم من العمال المهاجرين من بنغلاديش والهند ونيبال ، وخاصة في صناعة البناء".
ووفقاً لمنظمة العمل الدولية ، يشكل العمال الوافدون 95% من القوة العاملة في قطر.
وقالت منظمة العمل الدولية: "السقوط من المرتفعات وحوادث المرور على الطرق كانت أهم أسباب الإصابات الخطيرة، تليها الأجسام المتساقطة على مواقع العمل".
دعا التقرير إلى مراجعة "النهج المتبع للتحقيق في وفيات العمال الشباب الذين يبدو أنهم يتمتعون بصحة جيدة من" أسباب طبيعية "، حتى نتمكن من تحديد ما إذا كانت مرتبطة بالعمل بالفعل ، ولضمان تحديد أكثر دقة للسبب".
وأضافت: "هناك قلق بشأن ما إذا كان عدد كبير من وفيات العمال ناتجًا عن الإجهاد الحراري، وما إذا لم يتم تحديدها بشكل صحيح على أنها مرتبطة بالعمل".
وقالت وزارة العمل القطرية، في بيان لها، إن "الأرقام التي تناقلتها وسائل الإعلام بشأن وفيات العمال المهاجرين مضللة للغاية".
لقد كانت الحكومة شفافة بشأن صحة سكاننا الأجانب، وفي الواقع، فإن مستويات الوفيات في قطر تتساوى مع التركيبة السكانية الأوسع على مستوى العالم.
وقالت الوزارة في البيان، إن تحسين صحة ورفاهية العمال الأجانب لا يزال يمثل أولوية قصوى.
وأدخلت قطر إصلاحات على هيكل العمل لديها، وفككت نظام الكفالة المثير للجدل وفرضت حدًا أدنى للأجور قدره 275 دولارًا شهريًا ينطبق على كل من العمالة الوافدة وكذلك العمالة المنزلية، التي تدعي أنها الأولى من نوعها في المنطقة .
لاحظت منظمة العمل الدولية أنه كان هناك "انخفاض كبير" في معدل الإصابات المهنية بين عامي 2008 و2016، التي قالت الوزارة إنها أظهرت "تشريعات قوية لإصلاح العمل".
واعتبرت وزارة العمل القطرية أن "إصلاح قطاع العمل مهمة معقدة، وتعتقد قطر أن أفضل طريقة لإيجاد الحلول هي الحوار والمشاركة. ولهذا السبب، ستواصل قطر العمل بشكل بناء مع مجموعة من الخبراء والممارسين العماليين - بما في ذلك منظمة العمل الدولية والنقابات والمنظمات غير الحكومية الدولية - للبناء على التقدم الذي تم إحرازه ".
الحرارة القاتلة..
وفي أكتوبر من العام ٢٠١٩ - الدوحة - تغالب قطر تداعيات القضية التي تفجّرت في وجهها مجدّدا بسبب سوء أوضاع العمّال الوافدين المشتغلين في ورشات بناء منشآت كأس العالم 2022، وذلك بعد أن أعادت فعاليات بطولة العالم في ألعاب القوى التي احتضنتها الدوحة مؤخّرا، تسليط الأضواء على الظروف القاسية لهؤلاء العمّال والتي وصلت حدّ هلاك الكثيرين منهم، منذرة بسقوط المزيد قبل انطلاق المونديال المنتظر.
وأعادت الدوحة التلويح بإجراءات تحسين ظروف العمّال وحمايتهم، في وقت تتواتر فيه التقارير الدولية بشأن عدم وجود أثر فعلي للعديد من الإصلاحات التي قالت السلطات القطرية إنّها أدخلتها على أوضاع هؤلاء العمال، والضوابط التي أعلنت وضعها لتنظّم علاقاتهم بمشغّليهم بهدف الحدّ من استغلالهم.
وصدر الجمعة تقرير حول هذا الموضوع أعدّ بطلب من منظمة العمل الدولية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية القطرية، عرض لـ“التدابير” المتخذة للتخفيف من تأثير الحر على أربعة آلاف عامل في موقع بناء أحد ملاعب كأس العالم.
وأكد مدير منظمة العمل الدولية في قطر هوتان هومايونبور “نعمل مع الحكومة لترجمة التوصيات إلى تشريعات محسّنة وللحثّ على اعتماد الممارسات الجيدة التي تمّ تحديدها”.
وأضاف في بيان “من الواضح أيضا أنّ خطط التخفيف من الإجهاد الحراري يجب أن تعترف بحقّ العمّال في ضبط وتيرة عملهم وتعزيز هذه القدرة لديهم”.
وأبرز مونديال ألعاب القوى الأخير عامل الحرارة المرتفعة في قطر كسبب رئيسي لمعاناة العمّال وذلك بعد أن وقف العالم على الصعوبات الكبيرة التي واجهها الرياضيون في خوض السباقات والمنافسات مع أنّ ظروفهم لا تقارن بأي شكل من الأشكال بظروف العمّال الكادحين لساعات طويلة تحت الحرّ الشديد.
ومع ارتفاع الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية خلال النهار وأكثر من 30 درجة ليلا ورطوبة تناهز 50 بالمئة، سجلت نسبة قياسية لانسحاب الرياضيين من بعض سباقات ألعاب القوى، بالرغم من تنظيم بعض المباريات ليلا، واحتضان ستاد خليفة الدولي المكيّف اصطناعيا للبعض الآخر.
ويشارك أكثر من ستة وعشرين ألف عامل أجنبي في بناء وتجديد الملاعب الثمانية التي ستجري فيها مباريات المونديال، رغم الحر الشديد وفي ظروف تندد بها المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان.
وينص القانون القطري الحالي على وقف العمل في الهواء الطلق بين الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا إلى الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، ابتداء من شهر مايو إلى شهر أكتوبر لحماية العمال من الإجهاد الحراري.
غير أن تقريرا نشرته مؤخرا صحيفة الغارديان البريطانية أظهر باعتماد حجج علمية عدم فاعلية ذلك القانون في حماية العمّال من الوفاة بسبب الإجهاد الحراري (الذي يختلف عن ضربة الشمس المباشرة).
وقالت الصحيفة إنّها اعتمدت على تحليل بيانات الطقس الرسمية على مدى فترة تسع سنوات لتبيّن أن حظر العمل في فترات زمنية معيّنة لا يوفّر الأمان للعمّال، ففي الساعات خارج أوقات الحظر يظلّ أي شخص يعمل في الهواء الطلق يتعرض لمستويات قاتلة من الإجهاد الحراري بين شهري يونيو وسبتمبر، ما يشكّل بحسب أطبّاء القلب سببا لأعداد كبيرة من حالات الوفاة كل عام.
وأضافت “في كل عام يموت المئات أثناء العمل في قطر، العديد منهم شبان تتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة، وتُعزى غالبية هذه الوفيات من قبل السلطات القطرية إلى أمراض القلب والأوعية الدموية وتقيد بالتالي وفيات طبيعية”.
ومع ذلك، تستدرك الصحيفة، فقد خلص بحث حديث نشر في مجلة “كارديولوجي جورنال” إلى أن الوفيات قد تكون ناجمة عن الحرّ حسب ما أبرزته دراسة عن العلاقة بين وفاة 1300 عامل نيبالي بين سنتي 2009 و2017، وارتفاع درجات الحرارة.
وأعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش الخميس أن على قطر أن “تحقق بدقة وفورا” في الأسباب خلف وفاة عمال بعد نشر الدراسة التي تقيم رابطا بين الوفيات الناتجة عن أعراض في أوعية القلب وتأثير الحرارة، في إشارة إلى الدراسة المذكورة التي استندت إليها صحيفة الغارديان.
وردّ مساعد مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري للتخطيط الشيخ جاسم بن منصور آل ثاني بأنّ “دولة قطر عملت لعدة سنوات مع المنظمات الدولية لضمان رفاهية وسلامة جميع العمال”، مشيرا إلى أنّ “ما يتم تداوله غير صحيح ومضلل”.
تعليقات