وليد الجاسم: ضمير الشعب

زاوية الكتاب

كتب وليد الجاسم 692 مشاهدات 0


فرِحَتْ الكويت فرحةً كبيرةً بعودة أبنائها من الخارج، فرحة عامة عارمة دخلت كل البيوت ورسمت البسمة على مختلف الوجوه، أهلهم وغير أهلهم فرحون.

ولِمَ لا؟... فالفرحة مُعدية، وعدواها جميلة إيجابية تنتقل من المَعْنِيّ مباشرة بالفرحة إلى غيره.

هذه الفرحة التي تشهدها البلاد حالياً، هي في جانب منها فرحة شخصية، ترتبط مباشرة بالمشاعر تجاه القادم من الخارج بعد سنوات من البُعد، إلى أن جاد أميرنا ووالدنا بالعفو الكريم، فلهجت ألسن العائدين وذويهم والناس أجمعين بالشكر والثناء والتقدير والدعاء لوالدنا الذي ارتفعت صوره فوق الدواوين والبيوت حُباً وكرامة.

والفرحة في الجانب الآخر منها أيضاً، هي فرحة موضوعية عامة، وذلك لانقضاء مرحلة من مراحل العمل السياسي الإقصائي، وهو ما لا يمكن لأي طرف يستخدمه أن ينجح فيه نجاحاً طويل المدى مهما بذل من الأسباب والمحاولات.

فالإقصاء الكلي عن المشهد في بلادنا هو أمر مستحيل، ولا يمكن لأحد أن يقصي أحداً، سواء كان ذلك الإقصاء سياسياً أو اجتماعياً أو عرقياً أو مذهبياً.

ومحاولات الإقصاء التي شهدتها البلاد قديماً أو حديثاً، عدا عن أنها تُنهك البلاد والعباد كثيراً وتستهلك الإمكانات وتستنفد الطاقات عبر دواماتها المتشعبة، فإنها أيضاً تضيع الوقت والسنوات والفرص، وتُغرق السياسيين، وبالتالي العلاقة بين السلطتين في أنفاق مظلمة معاكسة أصلاً لطبيعة العمل السياسي التي تُعَرّف بأنها (فن الممكن)!.

وهذا ما سجل فشلاً سياسياً واقتصادياً وتعليمياً وخدماتياً انعكس وبشكل خطير جداً على روح الشباب ومشاعرهم، حتى بدأت أوراق ثقتهم في وطنهم وإيمانهم به تتساقط مهزومة لصالح فكرة «الهجرة» والرحيل... وكل من يعرف شباناً، لو ناقشهم، سيعرف أن هذا ما يدور في خلد كثيرين منهم.

اليوم، نحن أمام فرصة كبيرة، ومشهد تصالحي جميل، وأجواء إيجابية تبشّر بسقوط الكثير من الحواجز التي كانت تمنع التقارب لصالح مد جسور من المودة والمحبة يجب السير عليها سعياً لمزيد من التلاقي والعمل للمستقبل.

في هذه الأجواء، ونحن أمام هذه الفرصة التي صنعتها القيادة السياسية مشكورة، نجد أنه من الواجب علينا أن نذكر رئيس الحكومة القادمة الذي ستقع على كاهله المسؤولية بعد التكليف السامي، أنه أمام فرصة وطنية يجب عليه اقتناصها، فاليوم قلق الشباب عظيم ولا نلومهم في ذلك، وشعورهم أن المستقبل يوصد أبوابه في وجوههم له ما يبرره، فهل ستكون أيها الرئيس القادم قادراً على استثمار الاستقرار والإتيان برجال دولة يرسمون لنا طريق الطمأنينة؟.

لك أيها القادم رئيساً للحكومة، اعلم أنّ مَن يحب الكويت بصدقٍ يحبُّه أهلها، ومن يقدّرهم حق قدرهم يقدّرونه، ومن يعمل من أجلهم وأجل الكويت بمحبة وإخلاص سيكون (ضمير الشعب كله)، تماماً مثل مسلم البرّاك، الذي أحبّ الناس فأحبوه، وقدّرهم فقدّروه، وقدّم لهم ما في استطاعته فقدّموا له مشهد المحبة الذي رأيناه.

تعليقات

اكتب تعليقك