حمد حمود الشمري: العفو لتحريك العجلة

زاوية الكتاب

كتب حمد حمود الشمري 432 مشاهدات 0


اليوم، وبعد تفعيل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد صلاحياته الدستورية باستخدام حق العفو عن بعض الأحكام والعقوبات التي لها طبيعة سياسية، انقضت صفحة مليئة بالتوتر والشد والجذب بين الحكومة والبرلمان في الكويت، فشكرا وامتنانا لصاحب السمو على مبادرته التي رفعت معاناة وضغطا هائلا عن أهالي وأحباب من شملهم العفو الكريم.

وفي التفاتة سريعة للمشهد السياسي داخل قبة البرلمان، نرى احتقانا آخر بين صفوف المواطنين الذين تملؤهم الحسرة على تعطيل كافة عجلات التنمية والتقدم في البلاد، ففي حين يصل جيراننا إلى الفضاء نخاف نحن التيه على الأرض بسبب مستوى تعليمنا المتدني، وبسبب منظومتنا الصحية المهترئة صار طموح المواطن المريض هو العلاج في الخارج، أصبحنا ننظر إلى استقرار الأسرة في منزلها الخاص بمنظور خيالي بالرغم من الفضاء الشاسع والفارغ على خريطة الوطن، هناك أزمة إدارة حقيقية في بلد يشهد العالم بكفاءة أبنائه على مستوى الذكاء ومستوى القدرة على الابتكار، ولا تنقصنا رؤوس الأموال الضخمة ولكن ينقصنا حسن توجيهها وخلق فرص استثمارها لتعود على صاحبها وعلى الوطن بالأرباح الآنية والمستقبلية.

فهل من الممكن لنا جميعا طي صفحة الماضي وما حملته من شحن سياسي وصل إلى المستوى الشخصي بين الأفراد؟ هل نعي أن عددنا القليل ورقعتنا الجغرافية الصغيرة لا تسمح لنا بهذا النوع من الاختلاف الذي يشق الصف ونحن بحاجة أكبر إلى ترميمه؟ هل نقبل يوما على أن يتندر القاصي والداني على تجربتنا البرلمانية والديموقراطية التي كانت محط أنظار العالم العربي في السابق؟

يعود أبناء الوطن خلال أيام إلى ذويهم ودواوينهم وفعاليات بلادهم، يعودون بعد أن طويت صفحة كان لها ظروفها الخاصة التي نتمنى ألا تعود ولا تعود أسبابها، يعودون لنرى اهتمامنا ينصب في مصلحة هذا البلد الداخلية وبناء الإنسان السوي الذي يعيش فيه، خصوصا بعد ملاحظة الدور الفعال الذي يقوم به سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وتوجيهاته الصارمة في الحد من مظاهر الفساد والتجاوزات التي عاثت بمفاصل الدولة في الفترة السابقة، فكم من قانون علينا إصلاحه، وكم من مرفق علينا إنقاذه، وكم من برنامج وخطة عمل علينا البدء بها، وكم من ابتسامة علينا رسمها على وجوه الجميع بلا استثناء.

يستحق هذا الوطن منا أكثر مما نقدمه الآن، أكثر بكثير، يجب أن ننظر إلى صورتنا أمام أنفسنا ككويتيين، ثم إلى صورتنا أمام الخليج والعالم، أين نقع من منظومة التقدم التي تسابق نفسها في كل مكان؟ هذا السؤال الصعب الذي نخشى مواجهته، علينا اليوم طرحه بصوت عال كأصواتنا التي تعارض، كأصواتنا التي تطالب، كأصواتنا التي تتألم من تردي الحال، علينا تحويل كل طاقتنا إلى خطط قابلة للتنفيذ، وعلى ممثلينا في البرلمان أن يكونوا على قدر المرحلة القادمة واستحقاقها.

تعليقات

اكتب تعليقك