د. هند الشومر: آداب اختلاف الرأي من دروس «كورونا المستجد»

زاوية الكتاب

كتب هند الشومر 713 مشاهدات 0


بعد أن ارتفع صوت المؤذن في الحرم الشريف في صلاة الفجر مناديا بالاصطفاف في الصلاة، وبعد أن قام العمال بفرحة بإزالة علامات التباعد بين المصلين، حمدا لله تعالى على ما تحقق فلم يخرج بعدها تصريح من هنا وهناك ضد من كانوا يمارسون حقهم في التعبير عن آرائهم ولم يصدر من الإخوة الأفاضل في المملكة العربية السعودية ومنهم مستشارون لدى منظمة الصحة العالمية وهم يديرون عن علم وخبرة موضوع «كورونا» المستجد وما أحيط به من أخبار وآراء بين المختصين حتى وإن كانوا يختلفون بالرأي عن الآخرين فلم تصدر منهم أي مفردات لا يجوز استخدامها في الطب أو في التوعية الصحية.

وهذا هو خلاف العلماء، وأتمنى أن تكون رسالتي قد وصلت لمن يغرقون المواقع الإخبارية بتصاريح عن الوضع الوبائي وتفسيراتهم وتحليلاتهم المبنية على متابعات مكتبية وليست علمية، وكان من الأولى أن يكون لهم العديد من الأبحاث لإقناع الرأي العام الذي لا يجب العتب عليه إن كانت التوعية والخطاب الإعلامي لم يتم الاستعداد لهما إلا مؤخرا.

إن الدرس المستفاد من جائحة كورونا والتعامل معها إعلاميا بالخطاب المناسب من المتخصصين وذوي الخبرة وعدم الحاجة إلى خطابات مستفزة تحت أي مسمى للترهيب وشق الصفوف وتشويه الحقائق العلمية والموثوقة من مصادرها الصحيحة لأن النجاح يتحقق بالرأي وتفنيد الرأي الآخر بالدراسات العلمية والخبرة وليس من خلال المهاترات السلبية لمن وجدوا لأنفسهم مكانا وسط الزخم العالمي في مواجهة كورونا.

ولنعد إلى أخلاقيات الطب وما تعلمناه من عدم الإساءة لمن يخالفنا الآراء وعدم الحط من مكانتهم، حيث إن ذلك يهز الصورة الأكاديمية والموضوعية دون عودة، فضلا عن أن ذلك سيجعلنا أضحوكة سخيفة مثل ما اعتبر بعض الأطباء أن من كانوا ضد التطعيم هم الأعداء وغضوا النظر عن موجات وحركات الاحتجاجات في البلدان المختلفة من العالم الذين ليس لديهم من يصنفونهم أنهم أعداء وفقا للتصريحات السطحية المستفزة التي ابتلينا بها مؤخرا. وأتمنى أن تكون النهاية لمثل تلك الأحاديث غير المسؤولة في الظروف الاستثنائية حتى لا تعبث بالأمن الصحي خاصة بعد تعيين ناطق رسمي للوزارة فهو المسؤول وحده عن الخطاب الإعلامي المناسب فيها.

تعليقات

اكتب تعليقك