تمرين ' أم حجول'

محليات وبرلمان

ملاحم بطولية: كتيبة الدبابات السابعة في الجيش الكويتي

4664 مشاهدات 0


 

 بعد تناولنا لمجريات يوم 2 أغسطس 1990م من خلال تعرضنا لدور القوة الجوية الكويتية وتصديها  للغدر الصدامي  (أنظر الرابط http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=36886&cid=30 نجد أن من الواجب علينا أن نستدرك الامرونسترجع بعض مواقف رجال قواتنا البرية الباسلة الذين وقفوا موقف بطولي في ذلك النهار، ومنهم رجال اللواء 35 والموقف  المشرف لأبطالنا في معركة الجسور حتى ساعة فك التماس مع العدو الذي فاقهم عدة وعددا ، حيث تراجعوا الى عمقنا الاستراتيجي المملكة العربية السعودية ليشكلوا فيما بعد نواة قوات التحرير .

 

إن من أهم صفات القائد مهما صغرت رتبته إن يتوقع واجبات المستقبل، وكان من أهم محاضرات الكلية العسكرية في مادة التكتيك محاضرة إجراءات المعركة و الانفتاح التي تبدأ بعبارة' على الآمرين في جميع المستويات توقع واجبات المستقبل'  وفي ذلك نورد حادثة ' أم حجول'  التي تظهر كفاءة ضباطنا وقراءتهم للمستقبل بعين الخبير .

 

فقد أصدرت كتيبة الدبابات السابعة في الجيش الكويتي خطتها التدريبه للموسم التدريبي 89-90 و وضمنتها تمرينا أطلقت عليه تمرين ' أم حجول' و ام حجول هذه منخفض عميق من الأرض يقع جنوب غرب 'ام قدير' جنوب الكويت  على بعد 20 كم من قاعدة احمد الجابر الجوية و كان هدف التمرين التدرب على الملاحة الصحراوية في المنطقة الجنوبية من البلاد للتعرف على طبوغرافية الأرض و مواردها و طرقها و مراكز حدودها.و كان التمرين يفترض احتلال العدو لشمال الكويت وكيف يضطر الجيش الكويتي للتراجع جنوبا نحو الحدود السعودية , و رغم إن الهدف الظاهر للتمرين كان التعرف على طبوغرافية الأرض في جنوب الكويت إلا أن كل الفرضيات في التمرين تفترض تقدم قوات عراقية على عدة محاور تضطر معها القوات الكويتية للتراجع الى الجنوب .

 طبق التمرين في أكتوبر 1989 وأثار ضجة في الجيش تقلل من جدواه ومن قراءة  قائد الكتيبة الذي خطط للتمرين باعتبار انه لا يمكن أن يصل الخطر إلى هذا الحد , و إن التمرين غير واقعي.

إن  من حقنا ان نفخر بقدرة ضباطنا على توقع واجبات المستقبل وان نعلم بأن الكتيبة السابعة قد طبقت الخبرة التي اكتسبتها من هذا التمرين بعد ذلك بعشرة أشهر فقط أثناء الغزو العراقي، عندما قادت انسحاب اللواء 35 المنظم بكل ثقة نحو الجنوب و صولا إلى النقطة الصحيحة من حدود المملكة العربية السعودية  .

 

ولا بد إن نذكر هنا الدور الذي لعبه المقدم الركن  احمد خالد الوزان في إجبار آمر اللواء 35 لتغيير اتجاه الانسحاب من الجنوب الشرقي إلى الجنوب الغربي نحو مركز الجبو  فانقذ الله الجيش الكويتي في تلك اللحظة التاريخية الحرجة من التدمير او الاستسلام بسبب روح المبادأة التي تحلى بها قائد و ضباط كتيبة الدبابات السابعة و زملائهم في اللواء 35 .و ليس هذا مجال لشرح تفاصيل ما حصل في تلك اللحظات الحرجة و لمن يرغب معرفة تفاصيل ما حدث في ذلك اليوم يرجع الى كتاب ' ردة الفرسان ' للمقدم الركن ناصر الدويلة الذي اشتمل على تفاصيل معارك الغزو و التحرير بشكل مفصل .

 

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك