#تقرير... قمة #جي_20 في #روما تستعيد التعددية الدولية لمواجهة التحديات والأزمات العالمية المختلفة
عربي و دوليالآن - كونا أكتوبر 29, 2021, 3:51 م 190 مشاهدات 0
تنطلق قمة زعماء مجموعة العشرين (جي 20) في روما يومي السبت والأحد المقبلين وسط مساعي إيطالية لاستعادة منهج التعددية على الصعيد الدولي في مواجهة التحديات والأزمات العالمية المختلفة.
وتبرز أهمية القمة التي تعقد برئاسة إيطاليا للمرة الأولى منذ انطلاق اجتماعات المجموعة عام 1999 نظرا لأن دول (جي 20) تمثل معا 60 بالمئة من سكان العالم و75 بالمئة من التجارة العالمية وأكثر من 80 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي الدولي وفي ظل جهود احتواء جائحة (كورونا المستجد - كوفيد 19) التي أودت بحياة قرابة 5 ملايين نسمة.
ويحضر القمة التي تعقد حضوريا بعد القمة السابقة الافتراضية تحت رئاسة السعودية رؤساء دول وحكومات دول المجموعة وبينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيسا المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي للاتحاد الأوروبي بينما يشارك بعض الزعماء مثل خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا عبر الاتصال المرئي.
وتتمحور أجندة الرئاسة الايطالية للقمة التي تنطلق عشية قمة المناخ (كوب-26) المرتقبة على ثلاثة محاور رئيسية في مقدمتها (حالة طوارئ جائحة كوفيد 19) لاسيما ما يتعلق بقضية اللقاحات في العالم و(أزمة المناخ) و(الانتعاش العالمي بعد الوباء) بالإضافة إلى طرح المسألة الأفغانية على جدول الأعمال.
وتتوج القمة ختام دورة الرئاسة الايطالية التي نظمت وعقدت خلال العام الماضي 20 مؤتمرا وزاريا و175 حدثا و62 اجتماعا لمجموعات العمل و60 اجتماعا للمسار المالي و8 مجموعات مشاركة كما شهدت اجتماعي قمة للزعماء مخصصين حول أفغانستان والصحة.
وركزت جهود رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي في قيادة المجموعة على احياء نهج "التعددية" بمحاولة إشراك جميع القوى العالمية في النقاشات حول القضايا الخلافية مثل التحدي البيئي والوضع الأفغاني والتوسط كذلك في الخلافات كتلك بين "التكتل الغربي" ويتقدمه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من ناحية وروسيا والصين من ناحية أخرى.
وفي هذا الاطار ستدور نقاشات زعماء القمة بشكل أساسي حول القضايا الرئيسية التي تلخصها الرئاسة الإيطالية في "نقاط ثلاث" (3 بي) (الناس) و(الكوكب) و(الازدهار) كما ينتظر أن تطرح بعض الملفات الاقليمية المستجدة مثل الوضع في تايوان واتفاقية (أوكوس) الأمريكية البريطانية والاسترالية.
ويركز المحور الأول على آثار وباء كوفيد-19 على التوازن الاقتصادي والاجتماعي في العالم "بهدف الحد من أوجه عدم المساواة العالمية" التي تجلت بوضوح خلال الأزمة الصحية لبحث سبل حماية الفئات الأكثر ضعفا كالنساء والشباب والعمالة غير المستقرة من خلال العمل على قضايا مثل الوصول إلى التعليم وتفاوت الفرص والظروف المعيشية في مختلف دول العالم.
وفي هذا المجال تعد مسألة اللقاحات المضادة للفيروس محورية اذ شدد دراغي في ملتقى برلماني لدول المجموعة على أهمية توزيع جرعات اللقاح في الدول الفقيرة لمواجهة وجود "تفاوتات غير مقبولة أخلاقيا" في عملية التوزيع كما دعا الى دعم الحكومات في جهودها ضد المعلومات الخاطئة عن اللقاحات.
وفي المحور الثاني تبرز الأزمة البيئية كموضوع مركزي على مائدة القمة التي تعد "محطة أخرى أساسية في الطريق نحو مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب-26)" مطلع الأسبوع المقبل نظرا لأن الدول المشاركة في القمة مسؤولة عن "نحو أربعة أخماس الانبعاثات العالمية" في حين "تمتد آثار تغير المناخ بشكل خاص على الدول الأكثر فقرا".
وفي الاجتماع الوزاري المعني بالبيئة والمناخ والطاقة الذي عقد في نابولي في سبتمبر قال دراغي ان "مجموعة العشرين أعادت تأكيد التزامها باحتواء الاحتباس الحراري بمقدار 5ر1 درجة وتحقيق انبعاثات صافية صفرية بحلول عام 2050" بالإضافة الى "جمع ما لا يقل عن 100 مليار دولار سنويا لمساعدة البلدان النامية في التحول البيئي".
وعلى المحور الرئيسي الثالث تركز القمة على كيفية حل الأزمة الاقتصادية التي أصابت العديد من البلدان حول العالم مدفوعة بآثار الوباء اذ أشار دراغي الى أن "الانتعاش الاقتصادي لا يزال هشا وغير متجانس وهو ما يرجع أيضا إلى اختلاف درجات الاستجابات السياسة الاقتصادية للأزمة".
وشدد على دور الهيئات التشريعية في هذا الصدد في "تعزيز التدابير التي تعيد إطلاق الاستثمارات وتذلل العقبات التي تعترض النمو وتساعد اقتصاديا البلدان الأكثر هشاشة" مؤكد ضرورة "العمل جميعا معا من أجل انتعاش مستدام ودائم للاقتصاد العالمي دون ترك أحدا يتخلف عن الركب".
كما ينتظر طرح المسألة الأفغانية على طاولة نقاشات القمة بعدما تحول استيلاء حركة (طالبان) على السلطة بأفغانستان الى سبب إضافي للانقسام بين القوى العالمية حيث اعترفت دول مثل روسيا والصين فورا بشرعيتها كجهة فاعلة بينما بدت دول أخرى مثل الدول الأوروبية أكثر ترددا لاسيما بسبب "المسألة المعقدة المتعلقة باحترام حقوق الإنسان حقوق المرأة على الأخص".
وعقدت مجموعة العشرين قمة غير عادية بشأن أفغانستان وحدها في 12 أكتوبر عبر الاتصال المرئي دعا اليها رئيس الوزراء دراغي الذي قال ان دول القمة تشعر أن "هذه أزمة حقيقية وأزمة إنسانية هائلة لذا هناك حاجة فورية للتحرك".
وترى الرئاسة الايطالية أن جهود مجموعة العشرين في هذا الصدد يجب أن تركز على "إعادة بناء المؤسسات" وإرسال جرعات من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 إلى البلاد وتجنب خطر الإرهاب وتنظيم ممرات إنسانية لمن يغادر أفغانستان.
تعليقات