د. مبارك العبدالهادي: أين ستنتهي العلاقة بين السلطتين؟

زاوية الكتاب

كتب مبارك العبدالهادي 389 مشاهدات 0


من أين سيبدأ، وإلى أين سينتهي المطاف في المرحلة الجديدة في العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية؟

هذا السؤال يضع مسؤولية كبيرة أمام النواب والحكومة في دور انعقاد استثنائي لإنجاز الملفات العالقة، ووضعها على الطريق السليم للعمل بالرؤية التي ينتظرها الجميع، ومدى تحقيقها بالعاجل من الأيام بعد أن تعطلت مصالح الناس، وتوقفت تنميتنا، وانشغلنا بأمور وقضايا هامشية لم تحقق أي ثوابت على أرض الواقع.

إن الجهود التي بذلت لتحقيق تكامل وتعاون استثنائي بين السلطتين تتطلب وجود نواب يضعون المصلحة العليا للبلاد فوق أي اعتبارات أخرى، مع الالتفات إلى المشاريع التنموية التي بات من الضروري أن ترسو على بر الأمان دون أي تعطيل أو توقف، مع محاسبة فعلية لكل من يسعى إلى تعطيلها أو تمرير المخالفات والتجاوزات عبرها.

الأمر الآخر هو الالتفات إلى المتطلبات الشعبية بعد أن أرهق المواطن بالديون بسبب الارتفاع غير المعقول في الأسعار وتدني الرواتب لبعض الوظائف، والتي تدحض مقولة أن الكويتي مرفه وغيرها من المصطلحات التي لا تتطابق مع الواقع، فهؤلاء الذين يعيشون في رفاهية ويجلسون على الكرسي العاجي ويتناولون طعامهم بملاعق من ذهب لم يشعروا بمرارة وظروف من أرهقتهم الديون وعجزهم عن توفير احتياجاتهم ومتطلباتهم، والحقيقة التي يجهلونها أن بعض المواطنين وصلوا إلى مرحلة أدنى من خط الفقر ولا يشعر بمعاناتهم أحد.

الأيام القادمة ستحمل حقبة جديدة من الأمل والتفاؤل، في حال تم الأخذ بعين الاعتبار باحتياجات المواطن البسيط قبل غيره، وأن تكون هناك طفرة اقتصادية لإنعاش الوضع في البورصة الكويتية التي تعاني الويلات دون أن يكون هناك تحرك جدي لمعالجة أوضاعها المقلوبة، فضلا عن القضية الإسكانية وما نسمعه عن مشاريع لا تزال على الرمل.

كما أن الملف التعليمي يحتاج إلى نفضة لإعادته إلى المسار الصحيح في ظل معاناته من المناهج التي وضعت على طمام المرحوم، ولا ننسى الوضع الصحي الشائك الذي يتطلب نسفا شاملا وإنقاذ ما يمكن إنقاذه خصوصا مع تهميش الكفاءات الوطنية والمحسوبيات وغيرها التي دمرت الجسد الطبي.

والملف الأكثر إنسانية قضية غير محددي الجنسية التي تعاني الويلات إزاء صمت غالبية من يدعون تبني الملفات الإنسانية على صعيد جمعيات النفع العام أو النواب، فالأمور لا تزال في بدايتها بعلاقة استثنائية نرجو أن تقر فيها القضايا المستحقة بعيداً عن التكسبات والصعود على أكتاف الآخرين والبطولات الزائفة والتسابق لأخذ مبادرة القيادة.

تعليقات

اكتب تعليقك