د. عبدالعزيز التركي: متى ستبدأ التنمية الحقيقية؟

التنمية- كما نعرّفها- هي استثمار في الموارد واستدامة في العوائد، فالاستثمار في الموارد المالية والطبيعية والبشرية والفكرية تضمن للدولة استدامة عوائدها وتنوع إيراداتها، فالتنمية الحقيقية على أرض الواقع تتصف بعشر صفات، هي:

أولاً: التنمية الحقيقية قيادة وإدارة واستراتيجية وأفكاراً وخطة محكمة ذات أولويات لتحفيز وتنشيط جميع قطاعات البلد النفطية والمالية والاستثمارية والعقارية والسياحية والعلمية والثقافية والصناعية والإسكانية والرياضية والاجتماعية والسياسية.

ثانياً: التنمية الحقيقية تقودها الكفاءات الشابة والخبرات والمنتجون وأصحاب الحلول والعقول المبدعة، وإعلام هادف يقلل الفوارق بين مختلف شرائح المجتمع.

ثالثاً: التنمية الحقيقية توفر لأبنائنا تعليماً أساسياً ذا جودة عالية، وجامعات مرموقة، وعلوماً وتكنولوجيا، ومباني خضراء واقتصاداً معرفياً يلبي حاجة السوقين المحلي والإقليمي.

رابعاً: التنمية الحقيقية تنوع مصادر الدخل وأدوات التمويل، وتدير الأموال العامة وأملاك الدولة بكفاءة عالية من دون هدر أو هبات أو منح سياسية أو قروض ذات مخاطر عالية.

خامساً: التنمية الحقيقية تعزز الفرص الاستثمارية وتجذب أموال المستثمر المحلي والأجنبي في القطاعات المختلفة عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية المتعددة والمنتشرة في البلاد.

سادساً: التنمية الحقيقية تعزز الولاء وتكرس دولة المؤسسات وتطبق القانون على الجميع وتحقق العدالة المجتمعية، بعيداً عن التعصب والمحاصصة الطائفية والقبلية والعائلية والحزبية.

سابعاً: التنمية الحقيقية تقلل المخاطر والخسائر من خلال الرقابة والمحاسبة والشفافية والحوكمة وتقويم الأداء لضمان تنفيذ جميع مراحلها ضمن جدول زمني محدد، وأهداف وميزانية محددة بعيداً عن الفساد المالي والإداري.

ثامناً: التنمية الحقيقية تنظم العمل وتقيس الأداء وتحسّن الخدمات التي توفرها الدولة وتطورها باستمرار لتلبي مستوى جودتها احتياجات وتطلعات المواطنين.

تاسعاً: التنمية الحقيقية تظهر صورة الكويت المشرقة والتي عرفت بها منذ القدم، واحة أمن وأمان وبلد الحوار والاستقرار وحقوق الإنسان، ومركزاً للتجارة الحرة في المنطقة.

عاشراً: التنمية الحقيقية هي نهضة شاملة لكل مفاصل الدولة، ويشترك في تنفيذها شرائح المجتمع كافة، وتعم فوائدها على كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة.

بالرغم من توضيحنا لصفات التنمية الحقيقية على أرض الواقع، والتأكيد على أن التنمية استثمار في الموارد واستدامة في العوائد، فإن السؤال الذي نكرره على مدى السنوات العشر الماضية (متى ستبدأ التنمية الحقيقية؟) ما زال قائماً.