د. تركي العازمي: العمل الجماعي و... «التطوعي»!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 417 مشاهدات 0


سنبتعد عن ما كتب وما سيكتب، ونأخذكم إلى مرحلة «مرت وعدت»... فيها كسب من كسب وفيها من أدى واجبه وخسر من وجهة نظر البعض.

قبل جائحة كورونا بسنوات قليلة، طفت ظاهرة العمل التطوعي بقيادة بعض الشخصيات الكويتية، وفي الغالب... أكرر في الغالب هي «شو» وتكسب لتلك الشخصيات التي تقدمت صفوف المتطوعين، وتجدهم بكثرة في وسائل التواصل الاجتماعي يروجون لأعمالهم.

من حق أي شخص أن يسوق لنفسه، وهو حق مشروع لكن «مو بهالطريقة» بيع رخيص، وهناك فرق كبير بين البيع والتسويق في مجال الأعمال! العمل التطوعي مفهومة مبادئه، يعني لا تحتاج لأن يتقدمه شيخ أو شيخة أو رجل أعمال أو سيدة أعمال... وإن أردتم فالمعلومات متوافرة، والجميع يعلم بها سواء حول حملات العمل التطوعي أو غيرها ممن أصبح ظهوره في ملتقيات ومنتديات ومعارض أكثر إلى درجة «تنرفز»! العمل التطوعي من مسماه هو أن تقوم المؤسسات طوعياً بعمل ما من شأنه الحفاظ على البيئة، وصحة الإنسان وحماية المجتمع بوجه عام... إلخ.

طوعياً، يعني المحرك لها الحس الإنساني لا الإعلامي أو لكسب «شغلة» معينة، وما أن تصل تلك الشخصية لهدفها تختفي «الفلاشات» و«ستاندات المصورين» والسوشيال ميديا، وعودوا بالذاكرة إلى الوراء وستعلمون ماذا نعني.

أما العمل الجماعي سواء تطوعياً أو غيره، فله أسس ومفاهيم لا يجب أن نتجاهلها عند التفكير في إنشاء مجموعة أو فريق عمل، وطبعاً الخبرة والعمل بروح الفريق وأن يكون للفريق رئيس وكل في مجاله... وينتهي عمل الفريق بتقرير ومقترحات/توصيات مبنية على أسس.

ويفترض في العمل الجماعي أن يكون أعضاؤه متجانسين، والأدوار معروفة تجاه العمل المراد إنجازه.... «ربعنا» مع الأسف محترفون في توظيف أفضل طرق العمل الجماعي في منظومة الفساد، حيث إن رموز الفساد لديهم أدوات «ممثلين لهم» بعضها موجود ضمن العمل الجماعي والمؤسسي خصوصاً في المناصب القيادية «حيث اللجان وصياغة القرارات»، وبعضها من باب الشراكة في الأعمال التطوعية لكسب التعاطف الاجتماعي.

الزبدة: الهدف من المقال أظنه واضح، فكثير من الأحداث في السنوات القليلة الماضية كشفت لنا جوانب «مندسة» في العمل التطوعي حتى وإن كان الأغلبية تقدموا الصفوف خدمة للوطن والقضية التي يتناولها الفريق التطوعي... وانظروا لمن يتقدم الصفوف في كل شيء لتعلموا إلى أي جهة نسير.

لنعيد للعمل التطوعي بريقه كما كان في السابق «لا مصلحة ولا شو إعلامياً»، وأعيدوا لنا مفهوم العمل الجماعي الحقيقي بعيداً عن رموز الفساد وأدواتهم «ممثليهم»، وأهل مكة أدرى بشعابها كما يقولون... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك