'الخريجين' تصدر بيانا بذكرى الاحتلال الغاشم
محليات وبرلمانأغسطس 1, 2009, منتصف الليل 910 مشاهدات 0
أصدرت جمعية الخريجين الكويتية بيانا بشأن ذكرى الاحتلال الغاشم على البلاد، ومما ترتب عليه معاناة الكثير وبالأخص الشعبين الكويتي والعراقي من ويلات الحرب والتوتر والقتل والخوف وتشتت .. في ما يلي نص البيان:
في هذا اليوم تطل علينا الذكرى السنوية الاليمة التاسعة عشرة للاحتلال العراقي البغيض لوطننا، بما يجسده من آلام متعددة تتمثل بفقدان أبنائنا الأبطال، شهداء كانوا أو مفقودين، وبمعاناة أسرانا ومرارة وحزن شعبنا إضافة الى ما نتج عنه من تمزيق للأمة العربية بشكل غير مسبوق لا نزال نعاني تبعاته حتى الساعة.
ورغم أنها ذكرى أليمة وقاسية، فإنها أثبتت قوة شعبنا الكويتي وقيادته أثناء الازمات، إذ عادت الكويت الى أهلها وأمتها وذهب زبد الطاغية جفاء وتخلص العراقيون من تلك الطغمة الجائرة وحكم العصابات، وها هو العراق يرى أمل استقلاله الجديد وفرص بنائه وطناً مستقراً يحترم سيادة جيرانه واستقرار المنطقة بأسرها.
لقد عانى الشعبين طويلاً من ويلات التوتر والحروب والقتل والخوف مما يخفيه غد حكم الطاغية لأسباب تعود في غالبيتها إلى هيمنة طموحات وأطماع قيادات دكتاتورية على شاكلة الطاغية صدام حسين الذي تدفعه على الدوام انفعالات جنون العظمة لتدمير بلده ومعاداة الجيران والعالم.
أما الآن وبعد أن ذهب ذلك الحكم الى مزبلة التاريخ، فإن أمام شعبي البلدين فرصة ثمينة للتنمية والتعاون المنطلقين من المصالح المشتركة التي تدعمها الحتمية التاريخية والجغرافية التي تبنى على علاقات مستقرة قائمة على احترام كل بلد لسيادة الاخر على أرضه وحدوده ومصادره الطبيعية، آخذين بالاعتبار أهمية استثمار الفرص التنموية الثنائية التي تخدم البلدين المستقلين وتستند الى المصالح المشتركة بعيداً عن الانفعالات العاطفية التي لا تبني دولاً.
إن ما يؤسف له في الآونة الأخيرة أن تترك مصالح البلدين وشعبيهما ومستقبل المنطقة كاملة للمناوشات الإعلامية بين يدي من لا يهمه مصلحة البلدين، في وقت يتباطأ الحكماء وأصحاب القرار في التدخل في الوقت المناسب، مما أعطى فرصاً لمن يتعيشون على استمرار التوتر بين البلدين بمن فيهم أزلام الطاغية ومخلفات نظامه الذين أتاحت لهم نافذة الحرية فرصة للاقتصاص من كل من ساهم في خلع نظامهم البائد وزعيمهم المقبور.
أما على المستوى المحلي فانه لا بد أن نعي تماما أن الظروف العالمية في تغير دائم وكذلك هي مصالح الدول الكبرى وتحالفاتها، وعلينا نحن كشعب وحكومة أن نعي أن العلاقات بين الدول تحتمها المصالح فلا صداقة دائمة ولا عداء دائم، كما علينا أن ننظر الى مستقبل وطننا ومكانته إقليمياً ودولياً وانعكاس ذلك على علاقتنا بحلفائنا وجيراننا. إن العالم لن يقف عند عام 1990، والعراق الان لا يحكمه صدام، وأميركا والغرب ليسا خصوما للعراق بل حلفاء استراتيجيون، والأمم المتحدة ليست في مواجهة دولة تسلطية قامت باحتلال جارتها كما كان الحال عند احتلال الكويت، ولذلك لم يعد ممكناً استخدام المنطق ذاته والأسلوب نفسه في التفاهم بشأن القضايا العالقة بين الدولتين، إذ علينا الآن ألا ننتظر حتى تفرض علينا الظروف واقعاً نراه آت لا محالة بل علينا أخذ زمام المبادرة لما يحقق مصالحنا ويحفظ حقوقنا.
ومن الحكمة، بل من الواجب الوطني، أن نفكر في المستقبل وأن نعمل في إطار المتغيرات الدولية والاقليمية المتسارعة ونستثمر جميع الفرص لتأمين علاقات أخوية سليمة مع جيراننا جميعا بما يصون مصالحنا الوطنية ويحافظ عليها.
إننا في جمعية الخريجين ومن منطلق اهتمامنا بمصالحنا الوطنية التي تتطلب بناء علاقات مشتركة ومتكافئة بين دول المنطقة كافة وشعوبها للمحافظة على أمن المنطقة واستقرارها، ولما لذلك من مردود ايجابي على شعوب المنطقة وبلدانها يجعلها قادرة على استثمار خيراتها لمصلحة شعوبها بالدرجة الاولى، فقد قمنا، قبل سقوط النظام البائد، بتشكيل لجنة التآخي الكويتية العراقية في محاولة منا لتمهيد الطريق من أجل بناء علاقات سليمة بين البلدين تقوم على أساس المصالح المشتركة وتعالج ما خلفه الاحتلال الغاشم لبلدينا من مآس انسانية ووطنية، والآن في هذه الذكرى الاليمة التاسعة عشرة للغزو فإننا في الجمعية، على قدر ألمنا من تلك المحنة التي عاناها شعبنا أشد المعاناة وما تلاها من سنوات انعدم فيها الأمن في المنطقة، فإننا نرى ضرورة وطنية واقعية تنطلق من مصلحتنا أولاً هي المساهمة في استقرار العراق لان ذلك سيساهم في استقرار المنطقة وتفرغ دولها للبناء والتنمية بدلا من بقائها بؤرة توتر دائمة تؤدي الى استنزاف مواردها وانهاك شعوبها.
تعليقات