د. تركي العازمي: التنبؤ بنفاذ القرارات... صعب!
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي أكتوبر 9, 2021, 10:29 م 265 مشاهدات 0
في 9 أغسطس 2020 نُشر لي مقال معنون بـ «قرارات فوق وتحت وجنب»، ومن قرأ ذلك المقال أجزم بأنه لا يستغرب من مانشيت «سقوط... الستين» وهو قرار حظر إصدار إذن العمل للوافدين الذين بلغوا 60 عاماً وما فوق من حملة شهادات الثانوية العامة وما دونها حسب رأي الفتوى والتشريع!
وهو ما حذّرنا منه في مقال «مؤشرات القرارات المدروسة»، وعليه أعتقد إلى حد اليقين بأن «الشو» الذي تجاوز حدود المنطق عبر كلمات مثل «سنحل، سنقضي، سنعالج...»، وعلى هذا المنوال إنما هو جعجعة لا نجد منها طحيناً وصعب جداً التنبؤ بنفاذ القرارات!
إنّ السبب الرئيسي في صدور هذه القرارات التي تسحب في اليوم التالي يعود لعدم وجود حوكمة تضبطها، على الرغم ان الإمكانية في عرضها على الجهات المختصة قبل إصدارها متوافرة لو أحسنا العمل إدارياً، ووضعنا الرجل المناسب في المكان المناسب.
ومن «الشو» السمج الذي لاحظه الكثير هو تكرار «الإبر المخدرة ـ البنج» لكثير من القضايا التي تطفو على السطح وهو مؤشر خطير يدل على أننا ما زلنا نعيش حالة التيه القيادي والإداري، وان الفساد مستمر ولن يوقفه أحد.
كيف لنا تحقيق الإصلاح الإداري بعد هذا الكم الهائل من قضايا الفساد والقيادات الباراشوتية، وزد عليها سالفة 13 مستشاراً للوزير... الوضع ما يترقع!
من حقنا توجيه النصيحة سواء أخذ بها أم لم يؤخذ بها، تبقى مهمة حتمية تستدعي المسؤولية الاجتماعية أن نستمر العمل بها.
وبين مجوعة متفائلة وأخرى تشكّل الغالبية متشائمة، نظل في المنتصف نراقب ما يحدث ويجري ويحاك في الغرف المغلقة الذي فضحته وسائل التواصل الاجتماعي...، يعني أن رموز الفساد مهما عملوا فإنهم سيواجهون بمجموعة ترصد ما يتم وتربط خيوط القرارات بمصدرها ومن يقف وراءها.
يقول أحدهم معلّقاً بتهكم: «سهلة، هم يريدوننا أن نصطف مع الفاسدين ونسرق... واخرتها كفالة والسلام»، وهذا الرد مخالف للفطرة.
اقرأ هذا الحديث بتمعن... قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يدها»... والمؤشرات واضحة للعيان ونحن هنا نخشى أن نهلك يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي!
الزبدة:
إننا بحسبة بسيطة ومتابعة على عجالة، ندرك أن قوى الفساد لها الغلبة، وقراراتنا ما زالت «فوق وتحت وجنب»، وما زال المواطن البسيط يبحث عن تعليم، صحة، سكن، والأقساط تلاحقه في حين تنعم البقية بسرقات وتجاوزات، ولا أحد يقترب منها.
إننا بحاجة لمُصلحين من أهل الشرف، يخافون الله في البلد والعباد قبل أن نهلك... الله المستعان.
تعليقات