مبارك الدويلة: العفو.. وقضايا أخرى
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة أكتوبر 4, 2021, 11:13 م 400 مشاهدات 0
منذ اليوم الأول ونحن ندرك تماماً أن هناك فئةً من النواب سيعرقلون أي إنجاز يُحسب لمجلس الأمة، ولو كان العفو عن سجناء الرأي! ذلك أن أي نجاح لمجلس الأمة قد يحسبه البعض نجاحاً لرئيسه ونوابه، وبالتالي قد يعطي ذلك استمرارية للمجلس، وبالتالي استمرار بقاء الرئيس في منصبه.. لذلك يرى هذا البعض مع قلة عدده أن تأزيم الأمور داخل قاعة عبدالله السالم وتوتير العلاقة مع الحكومة وإفشال أي محاولة لتحسين صورة مجلس الأمة في عيون الناس، هذه كلها تزيد من غضب الشارع على الحكومة والنواب، وبالتبعية الغضب على حالة العلاقة بين السلطتين وما ينتج عن ذلك من تعطيل للتنمية وتأخير في إقرار المشاريع اللازمة والحيوية، وبالتالي حل مجلس الأمة والدعوة لانتخابات جديدة، ما يعني فرصة لتغيير رئيس المجلس.
اليوم ظهرت لنا مجموعتان لمناكفة الدعوة للحوار الوطني، الأولى، وهي التي ذكرنا دوافعها في المقدمة، والأخرى لها دوافع نبيلة، وهي خوفها على المكتسبات الدستورية من أن تمس.
ووفقاً لما هو معلن، فالحوار لا يتضمن في أجندته أي موضوع فيه مساس بالدستور، ولعل المقصود هنا تحصين جديد لرئيس الوزراء، بل الذي أعرفه أن من شروط النواب للحوار هو إلغاء التحصين الذي حصل عليه رئيس الوزراء من مجلس الأمة بقرار تاريخي غير مسبوق، ومخالف للوائح والدستور.. ولذلك ما لم يقرر مجلس الأمة في أول جلسة له بعد انتهاء الحوار عن إلغاء هذا القرار وإلا فسيكون تخوف هذا الفريق في محله.
هناك اعتراض من البعض على تشكيل الوفد البرلماني للحوار، حيث لم يتضمن جميع مكونات مجلس الأمة، وهذا الكلام صحيح، لكن غاب عنهم أن هذا التشكيل حاز موافقة من لم يتم تمثيله في هذا الوفد، كالحركة الدستورية وتكتل العوازم، لأن التشكيل راعى المكون العرقي، وليس السياسي، فجاء بممثل للقبائل وآخر للحضر السنة وثالث للحضر الشيعة! المهم أن الثلاثة من المقبولين من كل مكونات مجلس الأمة.
هناك من اعترض على عدد ممثلي مجلس الأمة مقابل ممثلي السلطة!
والرد بكل بساطة أن الموضوع ليس له علاقة بالعدد، بمعنى أن الأمور لن تحسم بالتصويت، بل بالتوافق والقبول، وليس هناك إلزام لطرف على حساب طرف آخر إذا لم يتم التوافق التام بين الحضور، كما أن ممثلي الحكومة قد لا يتجاوزون شخص رئيسها، أما ممثلو الديوان الأميري فليس بالضرورة أن يكونوا محسوبين على الحكومة، وإنما هم موجودون تمثيلاً للرعاية السامية.
الحوار ليس فقط عودة المهجَّرين من أبطال الكويت، الحوار لتحريك عجلة التعاون المعطلة منذ اليوم الأول، ولإقرار قوانين طال انتظارها من الشعب، ويخطئ من يربط مستقبل البلد بالتخلص من رأس زيد أو إقالة عبيد! لقد بذل نواب مجلس الأمة جلسات عدة لتحقيق رغبتهم بتغيير الرئيس أو إعفائه دون جدوى، وبذلوا جهداً مماثلاً لمنع تحصين رئيس الوزراء ولم يتمكنوا، لذلك حان الوقت لسلوك مسلك جديد، وهو الحوار المباشر تحت رعاية ودعم سمو الأمير علّ وعسى أن نحقق شيئاً غفلنا أو انشغلنا عنه في الفترة الماضية!
المذابح للمسلمين.. دولية!
في بورما يتعرض المسلمون هناك منذ سنوات عدة لمذابح جماعية وحرق منازلهم على رؤوسهم وتهجيرهم من قبل قوات الحكومة هناك، تحت مرأى ومسمع العالم.
في الهند هذه الأيام يتعرض المسلمون للقتل الجماعي والتصفيات الجسدية والترويع من قبل الحكومة هناك، وأيضاً تحت مرأى ومسمع الصحافة والإعلام الدوليين، دون أي تحرك.
ويتكرر المشهد في كشمير وأذربيجان وغزة وأفريقيا الوسطى وهنا وهناك، ومادام الضحية هم المسلمون فلا من شاف ولا من درى.. ناهيك عن مأساة المسلمين في بعض الدول الأوروبية بسبب قوانين التمييز والتفرقة.
ولو يتعرض غير المسلمين لبعض ما تعرض له المسلمون لقامت الدنيا في نيويورك الأمم المتحدة ولم تقعد.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات