د. فيصل الشريفي: الوزير وسعادة المستشار
زاوية الكتابكتب د. فيصل الشريفي أكتوبر 4, 2021, 10:53 م 394 مشاهدات 0
في بلاد القانون
الوزير يأخذ رأي مستشاره الخاص حول أدائه وكفاءته خلال الأشهر الماضية التي قضاها في منصبه، وهل لديه أي ملاحظات أو نصائح يقدمها إليه؟
المستشار: نعم سأكون صريحاً معك سيدي فبرغم نزاهتك وتفانيك في العمل فإن أداءك لم يكن بالمستوى المطلوب بسبب تفردك بالقرار وإصرارك على تمرير أفكارك من خلال مساعديك الضعفاء الذين اخترتهم أو لأنك توقعت بأن الحزب ورئيس الوزراء سيقفان إلى جانبك.
الوزير: إذاً بماذا تنصحني يا صديقي؟
المستشار: لقد قلت ما لدي يا سعادة الوزير.
الوزير: سأقوم بتقديم استقالتي تاركا المجال لغيري.
انتهى اللقاء،،،
في بلاد التعيينات البراشوتية
الوزير يسأل صديقه المقرب سيادة المستشار عن سير أعمال الوزارة وعن كفاءته؟
المستشار: كنت مبدعاً في كل شيء، فقد استطعت خلال فترة قصيرة أن تسيطر على مفاصل الوزارة وتحكمها كيفما تشاء، وقد تمكنت من كسب ثقة النواب بعد تمرير أغلب معاملاتهم، وأيضا تمكنت من تسكين المناصب القيادية بالطريقة التي أردت، وقد كنت مرناً مع الضغوط الاجتماعية والسياسية.
الوزير: أشكرك على صراحتك صديقي المخلص وعلى رأيك الصريح.
المستشار: تحت أمرك طال عمرك، وستجدني إن شاء الله من الصادقين والناصحين.
الوزير: بارك الله فيك، وكثر الله من أمثالك.
انتهى اللقاء،،،
بكل تأكيد المستشار والوزير في بلاد القانون يتمتعان بالأخلاق والصدق، في حين في بلاد "جزاك الله خير، وأحسنت" لن تجد فيها سوى الصنف الثاني من المستشارين والوزراء، فهم صناعة وطنية فاخرة الجودة، لقد أثبت الكرسي وما فيه من مميزات أنه أهم كثيراً من الوطن وما فيه.
صور من وزراء الورق
بعض الوزراء يعتقد أنه إذا صوّر "سلفي" من قلب الحدث صار وزير ميدان! يا أخي أنت فاهم الموضوع غلط، وزير الميدان هو القيادي الذي يواجه المشاكل ويعمل على حلها، فهو القيادي الذي يضع الخطط والبرامج لمستقبل أفضل، وهو القيادي الذي يعمل على تحسين الأداء ويمكن المستحقين من تحقيق مطالب التنمية.
وعندما يسند الأمر لغير أهله فلا تتوقع أي شيء، فبعض الوزراء لا يستحقون أي فرصة بعد أن أثبتت التجارب فشلهم المرة تلو المرة من خلال قراراتهم المتخبطة التي كشفت عن مكنون قدراتهم الإدارية والفنية ناهيك عن مهاراتهم السياسية وفهمهم لبرامج التنمية.
لقد حذرنا من سوء الاختيار وتبعات هذه الاختيارات السيئة في مواكبة الأوضاع السياسية التي تمر بها الكويت من تراجع على المستويات الخدمية والاقتصادية كافة، وقد يكون من المناسب جدا التفكير بصوت عال والتخلص منهم مع أول تعديل وزاري قادم والنظر إلى الكفاءات الوطنية التي يمكنها المشاركة في الإصلاح والتنمية.
لقد عفا الزمن على وزراء وقياديي المحاصصة والصندوق الضيق، بحيث لم يعد بالإمكان المغامرة بسبب فقدانهم أدنى مقومات القيادة إن كان الهدف مواكبة الأحداث والتخطيط للمستقبل.
نقطة أخيرة: ما لا تعرفه هذه النوعية من الوزراء والقياديين أنهم أول من يتم التخلي عنهم وعند أول محطة والشاطر يفهم، ولا عزاء للوطن.
ودمتم سالمين.
تعليقات