الكرملين: اتهامات «وثائق باندورا» لا أساس لها.. طالت أشخاصًا مرتبطين بالرئيس "بوتين"

عربي و دولي

الآن - أ ف ب 292 مشاهدات 0


رفضت روسيا، اليوم الاثنين، تسريبات «وثائق باندورا» التي انطوت على حد تعبيرها على «اتهامات لا أساس لها» بعدما سلّط تحقيق نشره الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين الضوء على ثروات جمعها أشخاص على ارتباط بالكرملين.

وأفاد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «هذه ليست إلا مجموعة من الاتهامات التي لا أساس لها»، وذلك رداً على اتهامات جاء فيها أن امرأة كانت على علاقة بالرئيس فلاديمير بوتين اشترت عقاراً في موناكو بقيمة أربعة ملايين دولار، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان الديوان الملكي الأردني قد أكد في بيان أن المعلومات التي نُشرت استناداً إلى «وثائق باندورا» بشأن عقارات الملك عبد الله الثاني «غير دقيقة» و«مغلوطة» وتمثل «تهديداً لسلامة الملك وأسرته».

وبحسب البيان فقد «تم توظيف بعض من المعلومات بشكل مغلوط، شوه الحقيقة وقدم مبالغات وتفسيرات غير صحيحة لها»، مضيفاً أن «ما قامت به بعض وسائل الإعلام من إشهار لعناوين هذه الشقق والبيوت هو خرق أمني صارخ وتهديد لأمن وسلامة جلالة الملك وأفراد أسرته».

وأكد الديوان أن الملك عبد الله يمتلك عدداً من الشقق والبيوت في الولايات المتحدة وبريطانيا «وهذا ليس بأمر جديد أو مخفي».

وقال وزير المالية البريطاني ريشي سوناك إن مسؤولي الضرائب بالبلاد سينظرون في تسريب وثائق مالية نشرتها مؤسسات إعلامية تربط قيادات عالمية بإخفاء ثروات. وأضاف: «اطلعت على هذه الأشياء خلال الليل... من الواضح أنه من الصعب علي التعليق عليها على وجه التحديد نظراً لأنها ظهرت للتو، وبالطبع ستنظر إدارة صاحبة الجلالة للإيرادات والجمارك في ذلك لنرى ما إذا كان هناك أي شيء يمكننا معرفته».

ونشرت عدة مؤسسات إخبارية بارزة، أمس الأحد، مجموعة ضخمة من الوثائق المالية المسربة تربط حسبما قالت زعماء عالميين بثروات سرية.

وجاء تفريغ الوثائق التي تجاوز عددها 11.9 مليون وثيقة، بعد خمس سنوات من كشف التسريب المعروف باسم «أوراق بنما» النقاب عن كيفية إخفاء أثرياء أموالاً بطرق لم تتمكن وكالات إنفاذ القانون من اكتشافها.

وقال الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، وهو شبكة من المراسلين والمؤسسات الإعلامية مقرها واشنطن، إن الملفات مرتبطة بنحو 35 زعيماً من زعماء الدول الحاليين والسابقين، وأكثر من 330 سياسياً ومسؤولاً عاماً في 91 دولة وإقليماً.

أعلن دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، أن الكرملين لم ير أي شيء مميز في "ملف باندورا"، كما أنه لا توجد "ثروة" مخفية للدائرة المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

موسكو - سبوتنيك. وقال بيسكوف للصحفيين: "لأكون صادقا، لم نر أي ثروة خفية من الدائرة المقربة من بوتين، أعتقد أن النشر سيستمر، لكن حتى الآن لم نر أي شيء مميز. أقول فقط أن عمل هذه المنظمة معروف من قبلنا أيضا، كما أننا لا نعرف من أين وكيف يحصلون على المعلومات".

وأضاف "ربما يكون الشيء الوحيد الذي يلفت النظر بالفعل هو إبراز أي دولة تمثل أكبر فجوة وملاذ ضريبي في العالم، وبالطبع هي الولايات المتحدة. وهذا لا يتوافق على الإطلاق مع تصريحات الأمريكيين حول نية مكافحة الفساد والتهرب الضريبي وغسل الأموال وما إلى ذلك. لكن الواقع هو كذلك، بالنسبة للعالم كله، فإن الثغرة الضريبية الرئيسية هي الولايات المتحدة".

وردا على سؤال حول فتح تحقيق على خلفية نشر "ملف باندورا"، قال: "ليس من الواضح حتى الآن ماهية هذه المعلومات. هناك العديد من الأمور التي تثير الأسئلة، لذلك ليس من الواضح كيف يمكن الوثوق بهذه المعلومات... وبالطبع هذا ليس سببا لإجراء أي تحقيق، في البداية يجب أن تكون المعلومات جادة".

في وقت سابق، قام الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ) ، بتمويل خاص من أحد صناديق جورج سوروس، بنشر ما يسمى "وثائق باندورا"، والذي يشير إلى مشاركة بعض قادة العالم في مخططات خارجية.
يظهر في المواد أكثر من 35 سياسيا حاليا وسابقا، بالإضافة إلى أكثر من 300 مسؤول من حوالي مائة دولة. في الوقت نفسه، حصلت الولايات المتحدة على لقب أكبر ملاذ ضريبي.

يعتبر الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين أن التحقيق هو الأكبر، حيث يعتمد على أكثر من 600 صحفي من 117 دولة وبيانات مسربة من أكثر من 11.9 مليون ملف.

وفقا للتحقيق الذي شارك فيه نحو 600 صحافي، اشترت سفيتلانا كريفونوغيخ في العام 2003 عقارا تبلغ قيمته أربعة ملايين دولار في موناكو عبر حسابات أوفشور.  في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، أورد موقع Proekt الروسي المتخصص في التحقيقات أن هذه المرأة كانت على علاقة مع بوتين منذ التسعينات حتى أوائل القرن الحادي والعشرين. وخلال هذه السنوات، جمعت ثروة هائلة.

وفقا للموقع الروسي، انجبا ابنة ولدت العام 2003 سميّت إليزافيتا. وكان الكرملين نفى في السابق مزاعم Proekt فيما اعتبرها ديمتري بيسكوف في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 "استفزازات". في تموز/يوليو الماضي، أعلنت وزارة العدل الروسية أن Proekt جهة "غير مرغوب فيها" وبالتالي حظرت كل نشاطاتها.  واحتل الموقع مكانا في المشهد الإعلامي الروسي بفضل تحقيقاته حول فساد النخب الروسية. ونشر العديد من التحقيقات حول متعاونين أثرياء مقربين من فلاديمير بوتين.

وبحسب الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، فإن أحد المقربين المزعومين من الرئيس، بيوتر كولبين، مرتبط بتجمع مربح في الخارج يضم غينادي تيموشينكو المقرب من بوتين أيضا. ويزعم التحقيق أيضا أن كونستانتين إرنست، الرئيس التنفيذي للقناة التلفزيونية الاولى في روسيا، حصل بشكل مثير للشك على قطعة أرض ضخمة في موسكو عبر شركة أوفشور.


ويستند التحقيق الذي أطلق عليه اسم "وثائق باندورا" إلى حوالى 11,9 مليون وثيقة مصدرها 14 شركة للخدمات المالية في دول منها قبرص وبيليز والإمارات العربية المتحدة وسنغافورة وسويسرا وجزر فيرجين.  وسلط الضوء على أكثر من 29 ألف شركة أوفشور.  وورد ذكر نحو 35 من القادة والمسؤولين الحاليين والسابقين في الوثائق التي حللها الاتحاد في إطار ادعاءات تراوح بين الفساد وغسل الأموال والتهرب الضريبي.


المصدر: أ ف ب + الشرق الأوسط + مونت كارلو + وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك