مبارك الدويلة: الكويت صخرة في وجه التطبيع
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة سبتمبر 27, 2021, 11:29 م 1237 مشاهدات 0
دعاة التطبيع منزعجون من سياسة حكومة الكويت في مقاومتها للتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني، والرافضة لأي محاولة للتقارب بأي شكل من الأشكال مع هذا الكيان المسخ. وانزعاج هؤلاء ينطلق من كون الكويت أصبحت نموذجاً للدولة التي تتجسد في سياساتها المفاهيم الإسلامية والقومية تجاه هذه القضية المصيرية ذات الأولوية الشعبية. لذلك، تجد كتّابهم، وخاصة الليبراليين منهم، يمجّدون دولة الكيان الصهيوني، حتى أن هناك من يذكر فضل هذا الكيان على دولة الكويت!
مقاومة الكويت للتطبيع مع اليهود حرّك مشاعر الشعوب الإسلامية والعربية، وأحرج الكثير من الأنظمة التي طبّعت معهم من دون مراعاة لشعوبها ومشاعرهم.
مقاومة الكويت للتطبيع تنطلق من احترامها لمواثيق الأمم المتحدة ومنظمة العالم الإسلامي ومبادئ الجامعة العربية ومنطلقات دول مجلس التعاون.
مقاومة الكويت للتطبيع بدافع احترامها لرغبات شعبها وتوجهاته على اختلاف مشاربه، باستثناء بعض صهاينتنا الموجودين بيننا من بني جلدتنا مع قلتهم.
ستظل الكويت صخرة في وجه التطبيع مع الصهاينة، تتكسّر عليها أحلام الصهاينة العرب وكل من يحمل مشاعر الانكسار والتردي، خاصة أولئك الذين خلت قلوبهم من مشاعر الولاء والبراء وتجسّدت في مواقفهم مظاهر الخضوع والخنوع.
إذا أردت أن تعرف حجم الانكسار والخنوع في نفوس هؤلاء المطبعين، فانظر إلى مواقفهم من قضايا الأمة المصيرية، فهم لا يرون احتلال الصهاينة لفلسطين احتلالاً، كما أنهم لا يرون القدس والمسجد الأقصى أرضاً إسلامية، ناهيك عن موقفهم من مبدأ المقاومة التي يسمونها مقاومة عبثية.. وليتهم استوعبوا حجم انهزاميتهم وهم يسمعون قرار الكونغرس الأميركي الأخير بتزويد دولة الصهاينة بمبلغ مليار دولار إضافي لتحسين أداء القبة الحديدية، التي تحمي مدن الاحتلال من صواريخ المقاومة العبثية (!)
الغريب الذي لاحظناه هو أن المعروف جدلاً هو أن الحكومات والأنظمة دائماً تراعي مشاعر شعوبها وخواطر الجيل الرائد فيها، لكن ما يحصل اليوم أن الشعوب هي التي تراعي توجهات الأنظمة وتدافع عن سياساتها.. لذلك، نجد الكثير من الذين لا يؤيدون الاحتلال الصهيوني لفلسطين أصبح يقلّل من خطر هذا الاحتلال، بعد أن رأى حكومته تطبّع مع هذا الكيان المحتل!
كانت الكويت وستظل رائدة وقائدة لبقية الدول العربية والإسلامية في مقاومة التطبيع، والدفاع عن المقدسات ودعم المقاومة حتى تتحرر فلسطين، كما وعدنا ربنا في سورة الإسراء، وسيأتي هذا اليوم عاجلاً غير آجل بإذن الله.
تعليقات