داهم القحطاني: ريحتكم فاحت

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 1022 مشاهدات 0


تلقى النائب السابق الحميدي السبيعي تهديداً من صاحب حساب الكتروني وهمي يتوعده بحملة فضائح تلاحقه، والسبب أن السبيعي وخلال تغريدات سابقة نثر الملح على أصحاب هذه الحسابات الوهمية ومن يساندها من أطراف حكومية ونيابية تتسيد المشهد السياسي حالياً، فجن جنون هؤلاء.

ويلاحظ أن هذه الحسابات الوهمية التي تشتم وتهدد، تؤيد في تغريداتها السياسة الحكومية الحالية، وتدعم الكتلة البرلمانية المتعاونة مع الحكومة، وتقوم بسب وشتم كل من ينتقد الحكومة وكتلتها النيابية بكلام وقح وقذر، وبحملات تشويه تحاول إرهاب معارضي الحكومة وكتلتها البرلمانية.

رسالة التهديد هذه التي تلقاها النائب السابق الحميدي السبيعي، يمكن تصنيفها كبداية عهد من الإرهاب لم تشهده الكويت من قبل، وهو إرهاب يقوم على مواجهة السياسيين المعارضين للحكومة بشكل علني وصريح، ومن رقم هاتف واضح يتم فيه التعمد أن يصل التهديد لهاتف السياسي المقصود بشكل مباشر وليس عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الدعم الذي تقدمه أطراف حكومية لهذه الحسابات الوهمية المشبوهة ليس من وحي الخيال، ولا يدخل في نظرية المؤامرة فهو مثبت في تحقيقات النيابة العامة وفي أحكام قضائية صدرت في حق مسؤولين حكوميين رسميين، من ضمنهم مدير سابق لإدارة الجرائم الالكترونية في وزارة الداخلية، حيث ثبت قيام مسؤولين حكوميين بتقديم الدعم المادي والمعنوي والمعلوماتي لحسابات مشبوهة ووهمية، تقوم بمهاجمة وشتم خصوم الحكومة، وخصوم وزير سابق للداخلية يحاكم حالياً بسبب اتهمات موجهة إليه في قضايا فساد.

في الكويت وحينما تقوم حسابات معلومة أو وهمية بانتقاد الحكومة وكتلتها النيابية بشكل موجع أو بشكل ظالم تقوم الأجهزة الحكومية الأمنية وغيرها بملاحقة أصحاب هذه الحسابات داخل الكويت وخارجها، ولو استدعى الأمر تخصيص ميزانية لمخاطبة الشركات التي تدير شبكات التواصل الاجتماعي، ونجحت الحكومة بالفعل بالقبض على البعض من هؤلاء، وتم إحضارهم للبلاد ومحاكمتهم وسجنهم، وفيما يتعلق بالحسابات الوهمية التي تهاجم خصوم الحكومة وكتلتها البرلمانية، فهي حسابات تعمل بشكل مريح جداً كما لو كانت جهازاً رسمياً، فالمعلومات الخاصة بخصوم الحكومة تصلها بشكل سريع ومريب، والنشر يتم كما لو كان من يكتب هذه التغريدات مسؤولاً رسمياً.

هذا النهج يجب أن يتم وقفه «فالريحة فاحت».

تعليقات

اكتب تعليقك