عبدالعزيز الكندري: إقصاء الخصوم من المنافسة

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الكندري 1113 مشاهدات 0


«بدلاً من أن تبادر بالهجوم على الشخص الناجح، بادر في أن تصبح أكثر نجاحاً منه، ذلك هو الفرق بين الحقد والطموح».

ستيفن كوفي الإنسان الناجح، هو الذي ينافس نفسه، ويحاول أن يطور من مهاراته باستمرار، فتجده دائماً يحب أن يتعلم ويعلم، أما الإنسان الاقصائي فتجده يجيد تصغير نجاحات الآخرين، لأنه عجز عن الوصول إلى تحقيق أهدافه، ويود لو أن الآخرين يجلسون فقط كمتفرجين وليس أصحاب قرار.

المؤسسات تمرض وتشيخ كما هو حال البشر، ومرض المؤسسات بانتشار الأخلاق الذميمة، مثل الوشاية والمحاباة وعدم وجود صف ثانٍ يتم تعليمه وتدريبه بشكل مهني بعيداً عن المجاملات، وتقديم المناصب كهبات وعطايا، وكيف تقنع بانسان جلس في منصب قيادي لسنوات دون إيجاد بديل أو صف ثانٍ، بالتأكيد أداء المؤسسة سيكون متواضعاً أو كانت لديها الإمكانات الكبيرة.

والإنسان الاقصائي، هو الذي لا يستمع للنصيحة، وماهر في نفي آراء الآخرين بعيداً عنه وبأساليب مختلفة، ولذلك تجد أكبر المصائب الإدارية وحتى السياسية تحدث بسبب الفكر وعدم الانصات للنصيحة.

والإداري الناجح لا يستطيع أن يعمل بمثل هذه البيئات المريضة، لأنها تؤخره كثيراً عن تحقيق أهدافه، وآثارها جداً سيئة على مستواه الشخصي والمهني... وحتى داخل المنزل بسبب تأثيرها الكبير على مزاج الشخص.

أما كيف تتعرف على صاحب الفكر الاقصائي؟، فمن السهولة بمكان وذلك خلال سنوات طويلة من عمله، نادراً ما تجد له إنجازات ونجاحات، ولكنه ماهر في الحديث عن خصومه وتلفيق التهم عليهم وبمختلف الأساليب والوسائل.

وبداية نهاية أي مؤسسة هو إقصاء الخصوم منها، الغرور والنجاح المزيف، حيث إن القيادي الناجح يملك صفة التواضع، لأن المكابرة تمنع وتحجب الإنسان أن ينظر للأمور بطريقة سليمة، والنرجسية صفة ملازمة للغرور، وفي الغالب يقدم المصلحة الشخصية على مصلحة المؤسسة... لذلك تجد معدل الدوران عالياً في هذه المؤسسات.

وفي المقابل تجد عكس ذلك من خلال المؤسسات التي تدار بمهنية عالية فتجد شغلها الشاغل إعداد صف قيادي ثانٍ يتم اختياره بمهنية عالية، ومشكلة المؤسسات التي تخفي الحقائق ستسقط أو تضعف عاجلاً أم آجلاً، وأمثلة التاريخ كثيرة ولا حصر لها في ذلك مثل ما حدث لشركة «إنرون» التي كانت إحدى أكبر شركات الطاقة الأميركية، وأعلنت إفلاسها في سنة 2001، حيث كان كبار المديرين التنفيذيين يقدمون أرقاماً غير صحيحة، ما أدى إلى إفلاس الشركة وانهيار أسهمها وإلى فصل نحو خمسة آلاف موظف، وفقد أصحاب المعاشات وصغار المساهمين مدخراتهم التي استثمروها في أسهم المؤسسة.

وبيئات العمل الصحية تنجح عندما يعرف كل موظف ما هو مطلوب منه، لأن كل شيء منظم، وصدق الدكتور غازي القصيبي عندما قال: «الإداري الناجح هو الذي يستطيع تنظيم الأمور، على نحو لا يعود العمل بحاجة إلى وجوده».

الإداري الناجح هو الذي يشخص بطريقة صحيحة، ثم يقدم الحلول دون مجاملة لأحد، ويقول جاك ويلش: «إذا لم تستطع أن تغير الناس فغير الأشخاص، وإذا اخترت الأشخاص المناسبين وأعطيتهم الفرصة لفرش أجنحتهم ومكافآت مناسبة فلن تحتاج لإدارتهم». ‏

تعليقات

اكتب تعليقك