طلال عبدالكريم العرب: الكويت بلد المشاريع المُعرقَلَة
زاوية الكتابكتب طلال عبد الكريم العرب سبتمبر 21, 2021, 10:54 م 810 مشاهدات 0
ناقش مجلس الوزراء مؤخراً خريطة طريق مقترحة لتسريع تنفيذ بعض المشروعات المهمة والحيوية كمشروع الطاقة المتجددة، واستثمار جزيرة فيلكا، والوقود البيئي، وتجميل مدينة الكويت، ومشاريع وزارة الصحة، ومطار الكويت الدولي، وغيرها، على أن تنجز على عدة مراحل، قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، ولتكون لكل مرحلة فترة زمنية محددة لإنجازها.
كلام جميل، ويدعو الى التفاؤل، ولكن لا نود أن نتسرع في تفاؤلنا، وإلا خدعنا أنفسنا، لأن هناك أسئلة لا بد لها من أجوبة: فمن المسؤولون عن إدارة وتنفيذ ومتابعة هذه المشاريع، فأغلب أصحاب المناصب العليا الآن هم من التعيينات والترقيات الباراشوتية؟ فهل في استطاعة هؤلاء تحقيق ما يصبو إليه الجميع؟ وهل يملكون الخبرة والعلم والكفاءة والنزاهة حتى يكون في مقدورهم تنفيذها، فهم في الأصل غير مؤهلين لتلك المناصب؟ وهل هناك سلطة تشريعية تتمتع بالخبرة والمعرفة والكفاءة والنزاهة والإرادة لتساعد الحكومة في تحقيق ما تخطط له؟
تلك المشاريع، ورؤية 2035 التنموية، لن تتحقق ما لم يسند تنفيذها ومتابعتها ومراقبتها إلى كفاءات كويتية شابة مستنيرة نزيهة، بالتوازي مع الاستعانة بخبراء أجانب من دول صناعية ومتطورة، وما لم يتم التخلص من كل أدران ومفاسد وبقايا وأيتام العقود السابقة.
وأيضاً لا بد أولاً من محاربة الفساد والفاسدين بدءاً من أعلى السلم، و"لا بد" نضع تحتها خطوطاً لا حصر لها، فلا بد من البدء بغربلة حقيقية للتخلص من كل من أُسندت إليهم المناصب باراشوتياً، فهذه المناصب الحساسة هي أصل الداء والبلاء، ولا إصلاح سينجح من دون التخلص من هذه الآفات والأدران التي انتشرت في كل الجسم الحكومي بلا استثناء.
فكثير ممن يمسك بتلابيب المناصب الحساسة والمؤثرة هم نتاج سنوات من التعيينات النيابية والمتنفذين، تمت على مدى عقود متواصلة لشراء ولائهم أو لسكوتهم عنهم، ولم تتم لكفاءتهم ولا خبرتهم ولا حتى أقدميتهم، إنهم فقط محسوبون على حيتان أو نواب أو قوى سياسية، على مدى عقود تم توزير أناس غير أكفاء دمّروا ولم يعمّروا مؤسسات البلد.
ومن ينظر الى قطاعات كثيرة ومنها القطاع النفطي، وهو الأهم، سيصدم بما انحدر إليه المستوى المهني والالتزام الوظيفي الذي كان في يوم ما مضرباً للمثل، فماذا فعل بك الفاعلون؟ وماذا فعلوا في الكويت؟
لا شك أن الكويت اليوم تعاني سيئات عقود سابقة من اللا مبالاة والمحسوبية والترهل وسوء الإدارة، ووضع غير المناسبين في المواقع غير المناسبة، الآن الكويت تريد بناء مستقبل جديد، ولكن من سيبنيه لها؟ وهل هناك الآن من يستطيع ذلك ما لم يتم إصلاح ما أفسده السابقون؟
تعليقات