د. تركي العازمي: إعادة هيكلة حكومية... وماذا بعد؟

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 425 مشاهدات 0


نشر خبر مفاده ان هناك إعادة هيكلة حكومية ضخمة ألغيت فيها وزارات، واستحدثت وزارة وتعديلات أخرى وأول سؤال يتبادر للذهن هو... ماذا بعد هذا التغيير؟

تابعنا تغييرات في الهياكل الحكومية كانت بدايتها إلغاء وزارة التخطيط و«تفريخ هيئات» ودمج وزارات، بعضها لا علاقة لها بالأخرى، وإلحاق هيئات بوزارات تختلف عن طبيعة عملها، حتى أصبحنا لا نعرف مسميات الجهات بالضبط مثل كثرة عدد الوزراء السابقين.

عندما نتحدث عن إعادة الهيكلة، فنحن نقصد إعادة مبنية على دراسة مستفيضة، وتهدف إلى إصلاح الخلل، وبناء الوطن، لكن ما شهدناه لا يتجاوز تكلفة زائدة وتغييراً في الكتب الرسمية والشعارات، والمواطن والوطن هما الضحية.

إعادة الهيكلة نعني بها إعادة منطقية علمية، عملية، تبدأ من تغيير في النهج، ويفترض أن نرى مركزاً خاصاً بإدارة الأزمات والطوارئ، وجهازاً معنياً بالثورة الصناعية الرابعة والرأسمال البشري... إلخ.

بناء الإنسان يبدأ من التعليم وتوفير الرعاية الصحية والسكنية... والتعليم/التربية يأتي في المقدمة.

بناء الإنسان لا يتحقق إلا عبر جهاز معني بالتخطيط، ولا أقصد بذلك المجلس الأعلى للتخطيط الذي لم يحقق أي نسبة تذكر في مجال الرأسمال البشري.

هل من نقص نعاني منه في ما يخص الكوادر البشرية والخبرات الصالحة؟... طبعاً لا!

لكن إدارة مؤسساتنا أوكلت لمن لا يمتلك أبجديات التخطيط الإستراتيجي وفي الغالب نرى مبادرات مبنية على اجتهادات وتندرج تحتها بعض المصالح أو لنقل «تعاطف/ميول» لمجموعة دون أخرى.

هيكلة «شيل هذي... حط هذي... ادمج هذي مع ذيك... وأنت ماشي»، لا ينفع لا البلد ولا العباد.

قد تكون صراحتنا لا تعجب البعض، لكننا نظل مؤمنين بقول الصراحة على هيئة نصيحة تصل إلى الجميع إبراءً للذمة.

إن كنا كما يعتقد البعض، لسنا على صواب، فليثبتوا خلاف ذلك، كي نضع المؤشرات والبراهين التي لا تكفي مساحة هذا المقال لسردها... فنحن في مجتمع صغير يمتلك ثروة مالية وبشرية، وأكرر قد يأتي يوم إن لم نحسن استغلالها فلن نرى منها شيئاً، وجميع المحللين بمن فيهم صندوق النقد الدولي أشار إلى اقتراب هذا الموعد، الذي عنده لن نجد ما يكفي لصرف الرواتب إذا استمر الوضع على ما هو عليه... فلا مجاملات في هذا الشأن.

الزبدة:

لا نحتاج لمحرك بحث لمعرفة ما يتطلع له المواطن البسيط... فكل شيء معلوم ومعروف، لكن ثمة خطأ في منظومة اتخاذ القرار نتج عنه وقوعنا في مستوى لا نحسد عليه والسبب يعود لسوء اختياراتنا وهو من صنع أيدينا.

أعيدوا هيكلة منهج اختيار مَن يصنع القرار أولاً (القياديين) وأصلحوا التعليم (التائه) وأعطونا رعاية صحية جيدة ومسكناً ومستوى معيشياً كريماً و«بعدين سووا اللي تبون تسوونه»... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك