د.موضي الحمود: حيرتنا بين التنمية و«التغريزة» المستدامتين

تابعت بإعجاب برنامج تلفزيوني شيّق حول الاستعداد المكثّف في دولة قطر، التي تتهيأ لاستقبال الحدث الرياضي الأول في العالم، وهو كأس العالم ديسمبر ٢٠٢٢، الذي يقام لأول مرة في هذه البقعة من العالم.. ملاعب ضخمة، خيارات متعددة للسكن والإقامة، نظم انتقال متقدمة كالمترو والقطارات، أماكن تجمّع وترفيه للقادمين، مصحات ومستشفى للطب الرياضي يضم أحدث التكنولوجيا الطبية.. كل ذلك تم إنشاؤه خلال ١٠ سنوات، أي منذ إعلان فوز قطر بتنظيم المباريات في ديسمبر ٢٠١٠، على الجانب الآخر يتم التنسيق مع المملكة لاستقبال هذا الحدث، كما تستعد المملكة نفسها لإقامة سباق «الفورميلا ١» ديسمبر ٢٠٢١ في جدة، وهو الحدث الرياضي الذي سيجذب المهتمين من أنحاء العالم أجمع. 

أما العزيزة دبي فهي الأخرى تستعد لاستقبال زائري «معرض إكسبو ٢٠٢٠»، وذلك بعد تأجيله إلى أكتوبر ٢٠٢١. نجحت الإمارات ومنذ الإعلان عن فوزها عام ٢٠١٣ بتنظيم المعرض، أي خلال ٨ سنوات، من إنشاء المباني الضخمة والمتقدمة تكنولوجياً ومعمارياً كقبة الوصل، ومباني الاستدامة والمستقبل، والقاعة الأهم في نظري، وهي القاعة الكبرى للبرامج التعليمية التي ستضم طلاباً ومعلمين من الإمارات والعالم أجمع في أحدث تجربة رائدة لاستخدام التكنولوجيا في التعليم.. كما هيأت البنية اللوجستية التي ستتمكن من خدمة ١٩١ دولة مشاركة و٥٢ مليون زائر متوقع للمعرض.. هذه جهود حقيقية وجبارة في خدمة اقتصادات دول المنطقة، نجح الأشقاء في استثمارها لتعزيز اقتصاداتهم ولخلق فرص لمشاركة شبابهم بالعمل وبالاندماج بالأنشطة الرياضية العالمية، ونجحوا في جذب الزائرين لهم في تدعيم السياحة الرياضية، التي يحرص عليها شباب العالم ككل. 

أما نحن فما زال بيننا من يرغب ويبشّر بالتقدم إلى الأمام ولكن النتائج ليست مقرونة بالنوايا الحسنة، وإنما بالعمل الجاد الذي يحتاج إلى مبادرات حقيقية على أرض الواقع لخلق التنمية المستدامة، ومع الأسف كثير من مشاريعنا التنموية ما زالت «تعاني» من آفة «التغريز المستدامة» لكل مشروع جاد تمنّى من بادر فيه أن يراه قبل أن يتوفاه الله. 

أخيراً نتمنى للأشقاء التقدم والنجاح، ونذكّر بأهمية الاستعداد للمشاركة كدولة في معرض إكسبو ٢٠٢٠، وذلك بالتنسيق الجاد بين الجهات المشاركة، ومنها الإعلام والجامعة وشركات النفط ومؤسسة التقدم العلمي ومعهد الأبحاث، حتى يتميز موقعنا ولا يكون كالعادة مقتصراً على الموروثات وثياب الزري..!! 

***

إلى الصندوق الكويتي للتنمية

الشكر واجب لمعالي وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي للتنمية ولإدارة الصندوق على رسائل الشكر لأعضاء مجلس الإدارة السابق، ممن انتهت عضوية بعضهم بتسلم مناصب رفيعة في الدولة، أو من تقاعد من عمله، أو اختار منهم الاستقالة والاعتذار عن تكملة مدة عضويته في المجلس لأسبابه الخاصة، متمنين للصندوق ولمجلس إدارته الجديد التوفيق في مهمتهم القادمة في تأكيد وجه الكويت المشرق وسجلها التنموي الناصع. 

***

وداعاً شفيق الغبرا

ودعنا زميلنا الفاضل الباحث والأكاديمي القدير الأستاذ الدكتور شفيق الغبرا، الذي أعطى من وقته وجهده وعصارة فكره الكثير لوطنه وجامعته وطلبته، ودافع عن قضايا بلده الكويت وأمته العربية في المحافل العربية والدولية. 

له الجنة إن شاء الله ولأهله ومحبيه وزملائه ووطنه حسن العزاء.

التغريزة: من «غرز» أي الثبات في مكانه دون حراك.