'ملك المعاملات وسوبرمان'

علمت من مصادر خاصة أن اللجنة العليا بإدارة العلاج بالخارج أبدت امتعاضها الشديد بعد مواجهتها في الآونة الأخيرة تدخلات نيابية في عملها لتخليص معاملات ناخبيهم، مما أدى إلى تكدس أكثر من 90 % من  معاملات العديد من المواطنين ذوي الحالات الصحية الاستثنائية والتي تستدعي ضرورة البت فيها في أقصى سرعة.

وكشفت المصادر عن تفاصيل التدخلات النيابية وخصت تلك التدخلات بنائبان فقط، وهما من ممثلي الدائرة الانتخابية الرابعة ويعتبران من ذوي التوجهات 'الحكومية'، فالأول يطلق عليه لقب 'ملك المعاملات الحكومية' والآخر 'سوبرمان العلاج بالخارج'، وكان لهما موقف واضح في قضية استجواب وزير الداخلية حيث صّوتا ضد طرح الثقة.

وأضافت المصادر أنه بدأ 'امتعاض' اللجنة العليا في إدارة العلاج بالخارج من تدخلات النائبان، حيث تعتبر اللجنة العليا لها الحق في البت في ملفات الحالات الصحية والموافقة عليها، بعد ورودها من قبل اللجان التخصصية التابعة للمستشفيات والتي تضم مجموعة كبيرة من الأطباء المختصين بكل جانب، لينظروا بتلك الملفات ويدلون بالرأي النهائي من خلال اجتماعات أسبوعية تعقد لهذا الغرض في مقر الإدارة بمنطقة الصباح الصحية، ويرأس اللجنة العليا وكيل وزارة الصحة د.إبراهيم العبدالهادي وكذلك تضم في عضويتها مدير إدارة العلاج بالخارج د.محمد المشعان وعدد من الاستشاريين ورؤساء الأقسام.

وبدأت فصول قضية تدخل النائبان كما ترويها المصادر ' عقدت اللجنة العليا لإدارة العلاج في الخارج اجتماعها العادي قبل أسبوع وبينما أعضاء اللجنة ينظرون في الملفات الصحية اقتحم النائبان المذكورين اجتماع اللجنة الذي عقد في مقر الإدارة  وبصحبتهم عدد كبير من ناخبيهم للمطالبة بتوقيع معاملاتهم للعلاج بالخارج، دون إتباعهم للإجراءات مثل المواطنين الآخرين الذين قدموا طلباتهم بشكل رسمي ودون وساطات نيابية.
ووسط هرج ومرج في مقر الإجتماع والحديث للمصادر ' أضطر الوكيل العبدالهادي للخضوع لرغبة النائبان والنظر في معاملات ناخبيهم في ذات اللحظة ومشاركتهم الاجتماع مما أدى إلى إمتعاض واستياء شديدين من قبل بقية أعضاء اللجنة بسبب وجود أولوية لملفات صحية استثنائية اخرى قبل معاملات ناخبي النائبان اللذان اقتحما الاجتماع، وبعد ذلك تم تحقيق مراد النائبان وتوقيع كم كبير من ملفات الناخبين الذين حضروا بصحبتهم.

وعقدت اللجنة بعد ذلك اجتماع آخر يوم الأحد الماضي وتحديدا في الساعة الرابعة مساءا حيث حرصت اللجنة على هذا الوقت خصيصا لتخليص كم كبير من الطلبات المقدمة والمتكدسة ولكن ودون سابق إنذار دخل احد النائبان وهو 'سوبرمان العلاج بالخارج' إلى إدارة العلاج وبصحبته عدد كبير من ناخبيه لكي يحضر اجتماع اللجنة العليا، ولينال التوقيع على طلبات معاملات ناخبيه (لأن الوضع الأول اعجبه) ولكن وبمجرد علم الوكيل العبدالهادي بحضور 'السوبرمان' طلب من أعضاء اللجنة فض الاجتماع والاتفاق على موعد آخر والخروج من الباب الخلفي لإدارة العلاج بالخارج.

وختمت المصادر قولها ان اللجنة العليا عقدت آخر اجتماعاتها مساء الثلاثاء الماضي وبسرية تامة، بعيدا عن أعين النائبان وبقية زملائهم الأعضاء، حيث أكتشفت أن أكثر من 90 % من المعاملات 'القانونية' لذوي الحالات الاستثنائية قد تكدست بفعل التدخلات النيابية وخاصة النائبان بعينهما.

يذكر أن وزير الصحة د.هلال الساير قد خصص يوما واحدا في الأسبوع للنظر في معاملات 'النواب' من خلال استقبالهم خصيصا في ديوان الوزارة، في حين أن الوكيل العبدالهادي وتطبيقا لقرار وزيره لا يستقبل معاملات النواب ولكنه يضطر لاستقبال معاملاتهم في إدارة العلاج بالخارج بصفته رئيس اللجنة العليا.