حسن العيسى: عالم من الأحلام
زاوية الكتابكتب حسن العيسى سبتمبر 4, 2021, 9:48 م 410 مشاهدات 0
من جديد، ودون ملل، بينما كانت الفلاحة تحمل سلة البيض فوق رأسها ظلت تخطط وتحلم ماذا ستفعل إذا وصلت البيت، و"رينت" البيض وخرج الصيصان... "وهكذا حدد سمو رئيس الوزراء، في لقائه مع كبار المسؤولين في قاعة جابر الأحمد، كاشفاً عن ضوابط جديدة للوظائف الإشراقية، ودراسة ربط المكافأة بالإنجاز، لا بالحضور والانصراف، كما حذر من أن المركب لن يتسع للقيادي عديم القدرات..."، بعدها ستشتري مزرعة في الوفرة، أو ربما تهدى إليها من الدولة لأنها...! تعرفون بقية الحدوتة.
الهم الكبير يا سمو الرئيس ليس فقط في القياديين الجالسين أمامك، بعضهم ربما يكون مخلصاً في عمله وصاحب كفاءة، وبعضهم طبعاً تعرف أنت ونعرف معك، أنهم جاؤوا بمحض مصادفة ميلادهم أو انتمائهم لتلك الجماعة وغيرها التي تهتم دولة المشيخة بشأنهم من المهد إلى اللحد، ليس لجدارتهم، إنما لترضيات أئمتهم وتوزيع الكعكة حسب هذا القانون المشيخي، هذا هو قانون الطبيعة في الكويت من يوم ولادة برميل النفط حتى تصبح الكويت - لا قدر الله – جزيرة مدغشقر، التي تعاني اليوم المجاعة.
طبعاً المشكلة ليست في القياديين، كما قلت، بل في تسلسل قانون الطبيعة الكويتي من الأعلى إلى الأسفل، ومن القيادي الكبير حتى الأقل منه منصباً ثم الأقل، وكلٌّ حسب اسمه وانتمائه، وكلٌّ حسب "واسطاته" وفساده ومحسوبياته.
كيف تعدل سموك ومن أين ترقع من ثوب إدارة الدولة وكلنا يعرف أن المصيبة ليست في بعض الذين أمامك فقط، وإنما بمن هم خلفك ويحيطون بك من كل مكان، ويفرضون رغباتهم ومصالحهم الخاصة في ترتيب البيت الحكومي، فالديرة عندهم إقطاعية خاصة بهم، ومحل ما تطقها عوجة؟!
مانشيت "الراي" الجمعة يقول "نشفت"، يعني لا توجد ميزانية لتغطية الرواتب مع تأكيد تصريح لوزير المالية بهذا المعنى، شبعنا من هذا الكلام، وملينا منه.
لسنا نحن من أهدر وشفط المليارات في سنوات ازدهار النفط، ولسنا من خلق الاسترضاءات السياسية في الوظيفة العامة والكوادر الخاصة وأتخمها لدرجة الانفجار القادم قريباً، ولسنا من قرر وفعل ونفذ... هؤلاء أنتم وربعكم... وهذا شبه المجلس النيابي ومن سبقه من إنتاج مصانعكم حسب المراسيم التي فصلتموها على مقاييسكم، ماذا يمكن أن نصنع نحن شعب "استلم الراتب واشترِ من الجمعية ومن المولات وأعط السائق بطاقة التموين" غير انتظار نهاية حكاية الفلاحة التي تنتظر تكاثر الصيصان في مزرعة الوفرة التي قد تهديها إليها السُّلطة، أو قد تكون في مكان ما بجزيرة مدغشقر.
تعليقات