أسيل أمين: بدل تشديد الرقابة على الانترنت، فليشددوا الرقابة على ضمائرهم وعقولهم

زاوية الكتاب

كتب 505 مشاهدات 0


بعبع التدوين الإلكتروني 26/08/2007 أسيل عبدالحميد أمين تختلف المدونات في عالم التدوين الالكتروني باختلاف مجالات التدوين فيها، بعضها غث وبعضها سمين، ويفتقد بعضها النضج الفكري على الصعيدين الاجتماعي والسياسي مما قد يؤثر سلبا في فكر بعض العقول البسيطة والغضة.. وعلى القارئ أن يدرك ويميز، ولكن لحرية الرأي فسحة ولكل الحق في التعبير وابداء الآراء من خلال هذا الفضاء الالكتروني الرحب، كما تميز منها الكثير في مجالات شتى، ونما الفكر التدويني في الكويت في الآونة الاخيرة بشكل كبير لاسيما السياسي منه، وتكونت له شبكات لم يخطط لها مسبقا، واصبحت منبرا وصوتا شبابيا مسموعا، خاصة لمن يتعذر عليهم النشر المطبوع لأسباب مختلفة، وهو ما يشكل بعبعا سياسيا يطل على البعض قاضا مضاجعهم، نظرا لما تكشفه صفحات المدونات من حقائق وقضايا وانتقادات سياسية لا تقدر على حملها الصفحات المطبوعة، ليصيح بعض المفكرين هاتفين بضرورة فرض رقابة عليها، بينما يرفض البعض التدوين السياسي اجمالا ويفكرون في صمت بحتمية تفعيل ذلك، ووضع حلول لنتائج من دون التفكير بالمسببات هو عادة عربية قديمة اعتدنا عليها، وطمر النتائج والجلوس فوقها لاخفائها امر طبيعي لمن كانت الاسباب في يده وابتغاها عرفا ظالما يعتاد عليه الشعب بالاجبار لجني مكاسب شخصية وتحقيق اهداف مغرضة، حلول جوفاء وعقليات فاسدة وضمائر ينخرها الدود وسيلتها محاولة نحت المواطن الكويتي قردا 'لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم' والغاية هم ادرى بها، عوضا عن المطالبة بتشديد الرقابة على المدونات الالكترونية السياسية فليشددوا الرقابة على ضمائرهم وعقولهم، فلولاها لما شيدت تلك المدونات ولما صاح شباب الوطن ولما تذمر الشعب، سياسة خاطئة وسوء تخطيط وفساد حاشية وسيادة مبدأ الكويت واحة فاستغلوها، هي امور في المجمل حطوا الشباب بسببها كالصقور على حاسوباتهم، وانهمكوا يدونون متربعة الكويت في قلوبهم ملكة، بينما لا تزيد على كونها ضرعا غنيا بالحليب لغيرهم، التربع على المناصب يمنح النفس بعضا من سيئ الامور، ولكن هذا لا يغفر خطايا جسيمة وهفوات كثيرة في حق الكويت ممن يتربعون على هذه المناصب، يتهمون بعض شبابنا بالتطرف والغلو، فقد يكون ذلك في احيان قليلة، ولكن عندما تصب الامور في مصلحة الكويت فلا أرى غلوا يفوق الغلو في حبها والتطرف لها في وجه المستغلين. عوضا عن محاولات شكم ولجم شبابنا، اغسلوا ضمائركم بحب الكويت، واصنعوا منها وطنا يعتمر بشرف قيادييه وابنائه، نظفوا مؤسسات الدولة من الفساد، واخرجوا الخطط النائمة في ادراجكم للنور، حينها لن يجد الشباب شيئا يكتبونه على جدران الفضاء الالكتروني، وستغدو الخيول الشابة الجامحة اكثر جموحا معكم ولها. من يدخل عالم الانترنت ير الكثير وقضية الصحافي الشاب بشار الصايغ ليست الا جزءا من نص مسرحي ظريف تم تأليفه، ولا يزيده ظرافة الا كونهم يحلمون بموافقة الشعب عليه وتصديقه.
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك