حسين الراوي: اللهم لا تجعل حاجة المواطن الغلبان في يد أي شخص في قلبه ذرة من النحاسة!
زاوية الكتابكتب حسين الراوي أغسطس 26, 2021, 11:10 م 1071 مشاهدات 0
وفق إرثنا الشعبي المنطوق، فإننا عندما نصف أي شخص ونقول عنه إن فلاناً (نحيس) ذكراً كان أم أنثى، فهذا يعني أنه إنسان أناني لا يحب الخير للغير، وأنه - أيضاً - ذو روح صغيرة ويد بخيلة وعين ضيقة، يستاء عندما يرى الفرحة في عيون الآخرين!
ولـ(النحاسة) يا سادة يا كرام مراتب ودرجات وأنواع وأشكال، وإن أشدها خِسة هي تلك النحاسة التي يحارب فيها النحِيس الناس من أجل أن يُحزنهم وينكد عليهم ويُضيّق معيشتهم، لمجرد أنه أناني تعوّد على أن يكون موجوداً دائماً في الجهة الأخرى، التي هي عكس رغبات ومتطلبات واحتياجات الآخرين من عامة الناس!
ومن تلك النحاسة أن يخرج علينا نحِيس ثري يُدلي برأيه السقيم ويقول إن البلاد تمر بمرحلة اقتصادية صعبة، ويرى أن المواطن الكويتي لابد أن يقبل السكن في شقة صغيرة هو وأسرته! الأخ يريد أن يرضى المواطنون الكويتيون بالسكن في شقق، رغم أن دولتنا دولة غنية ولديها مساحة عظيمة لم يتم استغلالها، ورغم أن دولتنا تبني لدول الخارج المساكن والمدارس والجامعات والمستشفيات والمستوصفات والمطارات، وترصف لهم أيضاً الطرقات!
ولقد تذكرت بعض الأبيات من قصيدة لأحد الشعراء يصف فيها حال من يتمتعون بأحد أنواع النحاسة الفاخرة، حيث كتب:
المانعون عباد الله حقهمُ
الشاربون إناء الكيد والحسدِ
النائمون على آهات من ظلموا
الغارقون بعيش العز والرغدِ
المظهرون على كرهي بشاشتهم
والله يعلم ما يخفون من عقدِ
المفرغون سموماً من إنائهـِمُ
والمالئون صدور الناس بالنكدِ
في النهاية... اللهم لا تجعل حاجة المواطن الغلبان، في يد أي شخص في قلبه ذرة من النحاسة!
تعليقات