علي البغلي: طالبان بين ظهرانينا!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 963 مشاهدات 0


بعد الانتصار المدوّي الأسرع من البرق لسيئة الذكر حركة طالبان الافغانية.. انتعش الطالبانيون الذين ابتلينا بهم. فالعقيدة الطالبانية السلفية المتشددة غريبة عن الكويت وأهلها المحافظين، قبل أن يخرج هؤلاء من بطون أمهاتهم! لا بل إن المنتمين لمثل هذه الأفكار حاولوا غزو الكويت في الماضي ـ وآخر محاولة لهم هي حرب الجهراء التي كان شعارهم في غزوهم للكويت هو منع أهل الكويت من التدخين، والتخلص ممن يخالفهم من مواطني الكويت بالقتل أو التهجير.. وهذا ما قامت به داعش منذ سنوات في شمال العراق، وداعش هي الشقيق التوأم لطالبان باتباعهما معاً السلفية المتشددة التي هجرها الكثيرون واستبعدوها. 

*** 

نرجع للكويت هذه الايام، حيث رفع الطالبانيون رؤوسهم بعد أن انتصرت جماعتهم الافغانية، وتخلى عن ذلك البلد الاميركان بعد خسائر بآلاف الأرواح وتريليونات الدولارات، الأمر الذي يدل على أن «الأميركان ما ينشدّ فيهم الظهر»!! 

الطالبانيون في الكويت رفعوا عقيرتهم على أمور تافهة لم يلاحظها أحد إلا أفكارهم المتشددة، فقد كان هناك نادٍ رياضي صحي نسائي نظم دروساً خاصة في الرقص الشرقي، فرفع أحد هؤلاء عقيرته، ليسارع أحد وزراء حكومتنا التي يخاف كثير من وزرائها من ظلهم، وأقفل ذلك النادي الصحي الخاص بالنساء، والممنوع على الرجال الدخول اليه! ليصفق هؤلاء فرحين بانتصارهم الهزيل. 

*** 

أحد المحال التجارية النسائية حوى شبه تمثال لمانيكان، أو لفينوس آلهة الجمال عند اليونان القديمة، ليزعق أحد هؤلاء الغرباء عن أفكار مجتمعنا المتسامح المنفتح قبل أن يبتلى بأمثال هؤلاء، فتسارع الحكومة الرشيدة وتخلي المحل من ذلك التمثال الذي لم يعبده أحد ولم يفكر أحد بتقديسه، إلا ذوي الافكار البالية الذين عادوا بنا الى عصر ما قبل انتصار نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه الأخيار وسلم، ودحره لكفار قريش الذين كانوا يعبدون الاصنام ويبجلونها لأغراض تجارية نفعية وليست دينية.. 

إننا نذهب الى دول عربية مثل مصر، ونذهب لدول أوروبية متقدمة مثل فرنسا وإيطاليا، التي تملأ شوارعها وميادينها التماثيل الرائعة، ولم نشاهد أحداً من أهل تلك البلدان وزائريها يقدس ويبجل أو يعبد أحد تلك التماثيل الرائعة، فكيف سنقوم نحن، يا من ولدنا وتربينا وترعرعنا بظل الاسلام الحقيقي المنفتح المتسامح بذلك؟! 

إننا بهذه المناسبة نتمنى من طالبانيي الكويت التوجه لجنتهم على الارض أفغانستان، التي يحكمها الآن طالبان ليعيشوا فيها بإطلاق اللحى وتغطية شعر المرأة وإزالة كل المظاهر الشركية بنظرهم، لأنه لم يعد لهم مكان بين ظهرانينا بعد الآن.. كما نطلب من منتسبي «حكومتنا الرشيدة» شرب حليب السباع وتجاهل هؤلاء ومطالبهم الطالبانية الداعشية، عندها سنصفق للحكومة وتعلو في نظرنا بعد انخفاضها المستمر على أكثر من صعيد منذ سنوات..

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك