‫داهم القحطاني: هناك ثمن غال يجب أن تدفعه الكويت لتعزيز تحالفاتها الدولية والإقليمية وهو الأمر ذاته الذي تقوم به حتى دول قوية عسكريا كإيران وتركيا والسعودية‬

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 781 مشاهدات 0


بدأت دولة الكويت باستقبال نحو 5 آلاف مواطن أفغاني من المتعاونين مع القوات الأميركية، وذلك استجابة لطلب أميركي قدم لدول عربية، من بينها الكويت وقطر.

وهؤلاء الأفغان خرجوا من بلادهم بموافقة قوات حركة طالبان، ووفق اتفاق مسبق وقعته الحركة والحكومة الأميركية في دولة قطر فبراير الماضي.

قضية المترجمين الأفغان بدأت قبل تسلّم حركة طالبان السلطة، ووجدت هنا في الكويت بعض المعارضة من نواب في مجلس الأمة، كما برز رأي شعبي رافض لاستقبال هؤلاء خشية توطينهم في الكويت، كما عارض البعض استقبال هؤلاء على اعتبار أنهم بمنزلة خونة تعاونوا مع قوات الاحتلال الأميركي.

حسناً فعلت الحكومة الكويتية بالموافقة على طلب الحكومة الأميركية باستقبال هؤلاء، فالكويت تعتبر رسمياً ومنذ عام 2004 حليفاً رئيسياً من خارج حلف الناتو، وهو موقع لا تحصل عليه أي دولة إلا بمقدار معين من التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية. 

وفي الكويت نحتاج جداً إلى تعزيز مثل التحالف المهم مع دولة عظمى بحجم الولايات المتحدة الأميركية، فنحن نعيش في إقليم خطر، ويمكن أن تتفجر فيه الأحداث في أي لحظة، كما حصل عندما قرر طاغية أحمق كصدام حسين عبور الحدود واحتلال بلدنا مما جعلنا نبحث عمن يساعدنا في تحريرنا من هذا الاحتلال، وهو ما تم من خلال تحالف دولي قامت الولايات المتحدة الأميركية ببنائه، وشكلت معظم عتاده وقواته. 

هؤلاء الأفغان لا يعتبرون أنفسهم خونة لبلادهم، فعندما احتلت حركة طالبان الحكم عام 1996 كان ذلك رغماً عن إرادة قطاعات مهمة في الشعب الأفغاني، اعتبرت ان ما حصل كان بمنزلة احتلال، وإن حصل على أيدٍ أفغانية، مما جعل هؤلاء يبحثون عن تحرير بلادهم بالتعاون مع قوة عظمى كالولايات المتحدة الأميركية.

وبالطبع كان الأمر يتطلب التنسيق مع قوات الجيش الأميركي قبل وبعد سقوط حركة طالبان ذلك الوقت.

ما يهمنا في هذا الموضوع أن تقديم الدعم للحليف الأميركي أمر مهم لتعزيز التحالف الكويتي الأميركي، على ألا يقدم الدعم لأي إجراء أو عملية قد تسبب الضرر لبلد إسلامي أو عربي.

هناك ثمن غال يجب أن تدفعه الكويت لتعزيز تحالفاتها الدولية والإقليمية، وهو الأمر ذاته الذي تقوم به حتى دول قوية عسكريا كإيران وتركيا والسعودية. 

فهذه الدول المهمة والقوية تحرص على التنسيق مع حلفاء أكثر قوة لضمان الاستقرار، ولهذا فمن باب أولى أن تحرص الدول الأقل قوة ومساحة على هذا التنسيق الدولي، فهي بحاجة ماسة إلى مثل هذه التحالفات.

تعليقات

اكتب تعليقك