مظفر عبدالله: مشهد أفغاني في الخليج

زاوية الكتاب

كتب مظفر عبدالله 841 مشاهدات 0


أول العمود: من بين الظواهر الأكثر بروزاً في زمن كورونا، كثافة التعامل الرقمي في عمليات البيع والشراء بمشاكلها وفوائدها، الغش في المنتجات الصحية، وتطور حجم ونوعية الجرائم. 

***

كل دول الخليج العربية لا تصنع أمنها إلا بمعاونة استرتيجية وعسكرية خارجية، وتَتَسَيَّد الولايات المتحدة الأميركية هذه المهمة حالياً من خلال وجودها المتعدد في خريطة قواعد عسكرية في دول خليجية والعراق، هدفها ملتبس، فنحن مطمئنون لأنها (تحمينا)، في حين الهدف الأساس من وجودها هو حماية المصالح الأميركية، وهنا الاختلاف بين التفسيرين.

قد تتيح ظروف ما تطابق الهدفين بشكل مشترك لكنه يظل غير مكتوب وملزم للطرف الأجنبي، فيحدث أن تدافع الآلة العسكرية الأجنبية عن هذه الدول وتحميها، وقد يحدث العكس كما حصل في المشهد الأفغاني مؤخراً، تنتهي المصالح فيتقرر الرحيل!

فمتى يتقرر هذا الرحيل خليجياً؟! 

في ظني أن هذا السؤال تقل أهميته أمام أسئلة أكثر أهمية: 

- متى ستتم إعادة ترتيب مجلس التعاون الخليجي ليكون مؤسسة سياسية وعسكرية موثوقة الأمن والتنمية؟

- كيف يمكن لدول الخليج العربية أن تُقيّم وتنظر لحجم الدمار الذي حل بالمنطقة من جراء ٣ حروب متوحشة (1980-1991-2003

- كيف يعي عرب الخليج (حالة التخلي الأجنبي) عنهم بناء على تجارب الانسحاب الأميركي من فيتنام والعراق ولبنان وأفغانستان ودول أخرى؟

- كيف ستعمل المجتمعات الخليجية على تطوير ثقافة التسامح ومحاصرة بؤر التطرف الفكري الذي يسعى إلى تأخير دخول هذه المجتمعات في برامج تنمية حقيقية للبشر وبالتالي تأمين الجبهة الداخلية؟ 

- كيف يمكن تعضيد وتقوية فكرة الدولة ومقاومة إضعافها بالاستناد إلى المشاركة الشعبية الحقيقية، وهي الفكرة التي فشلت فيها معظم الدول العربية وأسست لظاهرة تحكم الميليشيات فيها (القاعدة– الحوثيون– حزب الله– حماس– داعش)؟

الإدارة الأميركية بررت خروجها من أفغانستان برغبتها في إنهاء أطول عملية عسكرية راح ضحيتها أكثر من 2300 جندي أميركي وأكثر من ٤٥ ألف عنصر أمني أفغاني، وهى حجة واقعية على الأقل للرأي العام الأميركي، فماذا لو قررت مستقبلاً أن وجودها في دول الخليج أصبح غير مواكب لطبيعة مصالحها التي تتغير مع مرور الزمن؟

تذكرني هذه السنوات التي نعيشها بقرار رحيل القوات البريطانية من الخليج العربي أواخر الستينيات، ماذا سنفعل نحن لنعيش بسلام في منطقة حملت الألم والجراح... وكثير من الأمل؟ ومتى يكون أمننا خليجياً؟

تعليقات

اكتب تعليقك