هل اختلاف المستوى التعليمي للأزواج سببا لنشوب الخلافات؟!
محليات وبرلمانيوليو 29, 2009, منتصف الليل 1136 مشاهدات 0
الكثير من الزيجات التي تتم في الكويت بين الأزواج لا تضع معيار الشهادة أساسا أو ذات أهمية كبرى عند الزواج، فليس من المستغرب مثلا أن تكون الزوجة صاحبة شهادة عليا بينما الزوج لا يحمل إلا شهادة المتوسطة أو الثانوي فقط أو العكس، تجد الزوج يحمل شهادة الدكتوراه بينما زوجته بالكاد تكتب وتقرأ، لذلك نجد أن الاختلافات موجودة، إلا أنه في بعض الأحيان يرى الناس أن نشوب الخلافات بين الأزواج بسبب اختلاف فكر كل منهما، فهذه الزوجة مثلا ذات تفكير محدود نحو العديد من القضايا، ولا تستطيع أن تحاور زوجها في المواضيع التي يطرحها، فتكون منصتة أكثر مما هي متحدثة، وأخرى تفضل عدم النقاش مع زوجها لعلمها أنه لا يبالي بما تقوله من معلومات علمية أو إدارية تخص دراستها أو عملها، فهمه الأكبر في أمور أخرى قد لا تشكل أي أهمية لدى زوجته، وآخر يفضل قيام الزوجة بواجباتها الرئيسية في المنزل على أن تحمل شهادة علمية مشابة له، وحتى يتمكن من سيطرته على زمام الأمور بأن يبقى هو الأثقل وزنا من ناحية المستوى العلمي، فلا يشغل باله إلا أن تكون زوجته ربة منزل من الدرجة الأولى يعتمد عليها، وزوج آخر عينه فقط على راتب الوظيفة الذي يأتي من وراء الشهادة الجامعية، والذي بسببه يتحسن المستوى المعيشي لهم ويستطيعوا أن يوفروا ما يحتاجونه، لأن ببساطة راتبه لا يمكنه الصمود وحده أمام متطلبات الأسرة المتعددة.
كثيرة هي العوامل التي تحيط بالأزواج والتي تجعل من الشهادة العلمية لكل منها سببا مهما أو ليست ذا أهمية، لكن يبقى العلم في النهاية قادرا على تبسيط الأمور وجعلها أكثر سهولة ممن لم يحصل عليها قط، والعلم وسيلة قادرة على جعل العقل يفكر ويستنتج الكثير من المواقف التي يمر بها، لكن هل كل من حصلت على شهادة عليا قادرة على فهم المشاعر والعواطف بين الأزواج، وهل هي قادرة على حل المشاكل الأسرية التي تحدث بينهما أم هي سببا في تعقيدها أكثر؟ وقد تجر أحيانا بعضهم للطلاق لعدم مقدرة أحدهم على فهم احتياجات الآخر، إذا هي عائدة على التفكير البشري نفسه والعوامل الخارجية التي تحيط به، فتجعله إما يتقبل الوضع فيستمر به أو يرفضه تماما، ومع هذا تستمر الحياة وتسير القافلة حيث تشاء.
آبائنا وامهاتنا عاشوا على الفطرة ولم يكونوا من أصحاب الشهادات العليا بل أن بعضهم لايعرف الكتابة ولا القراءة، ولكنهم استطاعوا أن يخرجوا أبناء يحملون الشهادات العليا يفيدون المجتمع، لأنهم كانوا يحرصون على تهذيب الأبناء ويزودونهم بعلوم الاسلام وحفظ القرآن والأحاديث والتعامل الاخلاقي، ولكن رغم مرور الزمن وتغير الأحوال وسهولة الحصول على المؤهلات العملية، وحصول الأزواج على شهادات عليا، نرى أن مؤشرات الطلاق تصاعدت ووصلت لمراحل خطيرة، فهل أصبح العلم عالة على أصحابه؟! أم أن الناس تعلمت وتثقفت وتركت أو تناست تعاليم ديننا الحنيف الذي حدد العلاقة بين الزوجين، فهذا صاحب مؤهل علمي عال يضرب زوجته ويعذبها، وهذه زوجة تسخر من زوجها وتوبخه حتى أمام أبنائه!!
وصدق الشاعر حين قال:
العلم يبني بيوتا لا عماد لها .... والجهل يهدم بيت العز والكرم
تعليقات