علي البغلي: كلاكيت عاشر مرة!.. قال من أمرك.. قال من نهاني..؟!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 912 مشاهدات 0


إمبراطورية شركات النفط ومعظم قياداتها الذين يظنون أنهم يمنون علينا بمصدر الدخل الوحيد لبلدنا، المبتلى بمعظم مسؤوليه الذين يكرهون التخطيط للمستقبل منذ عقود، تتوالى نكساتها وتخبطاتها فبالإضافة لخسائرها ومصاريفها المليارية أينما تولّي وجهك ومن دون أي تأثر أو عوار قلب، لأن «مال عمك لا يهمك» عندها، مع أن كثيراً من تلك القيادات متدينون مظهرياً، وهذا يثبت ما ننادي به من أن الدين معاملة ونزاهة وإخلاص، وليس مظاهر فارغة يتشاركون فيها مع المنتمين لكثير من الأديان والتوجهات غير الإسلامية.. وهذا ليس بموضوعنا.. لكن موضوعنا عن إهمال يكاد أن يكون متعمداً في إدارة هذا المرفق الحيوي الأكثر من مهم والذي لولاه لرجعنا للغوص والسفر! 

فزميلنا الفاضل «سعد الشيتي» أعلمنا من خلال صفحات القبس في 12 أغسطس الجاري من بين عشرات قصص التجاوزات بالقطاع النفطي التي يتحفنا بها من آن لآخر، أن القضية التي أثارتها القبس منذ مدة عن «مناقصة المضخات» وخسائر الانتاج في نفط الكويت، والتي ترتبت عن سوء ادارة المناقصة عشرات الأوامر التغييرية وتكبيد أموالنا العامة أموالاً طائلة. حيث إن الشركة دفعت مبالغ خيالية لمقاولي الحفر نتيجة عدم التشغيل وإيقاف أبراج الحفر لعدم توافر المعدات الخاصة بالعقود. وأن تأخير تأهيل الشركات لمدة سنتين في الممارسة بحجة تعديل شروط المضخات وتأهيل شركات أخرى بشكل مباشر في إنتاج الكويت.. وأوضحت مصادر لـ القبس أنه لا يمكن لمديرية بحجم مجموعة معاينة الآبار التي تتحكم بـ70 في المئة من إنتاج الكويت النفطي والمسؤولة عن عمليات ضخمة ومعقدة، أن تكون تحت إدارة وعهدة مدير واحد. هذا المدير بالرغم من إخفاقه بحق الانتاج النفطي الكويتي والمصدر الوحيد، قام طيبو القلوب في القيادات النفطية بتدويره فقط، مكتفين بذلك دون محاسبة أو تحويل من تسبب بتلك الخسائر الجسيمة الى النيابة العامة وإجراء تحقيق داخلي. 

*** 

وهذا دليل واضح على إخقاق أغلب القيادات النفطية العليا من قيادات برج آخر شارع الخليج، الى قيادات مدينة الاحمدي، التي أقامها لنا مشكوراً ولي نعمتنا السابق الاستعمار الانكليزي، في ادارة هذا المرفق الاكثر من حيوي ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب..

يكفي أنه في عام 1993 بعد عودة الانتاج الكويتي وإطفاء الحرائق النفطية، كنا بلا حصة نفطية بالاوبك، وكان برميل النفط يساوي ما لا يزيد على 12 دولاراً، وكانت أية زيادة في إنتاج دول الاوبك تتسبب في تخفيض سعر البرميل !.. فقمت بصفتي المسؤول النفطي الاول (كوزير للنفط) بمجهودات جبارة لإرجاع حصة الكويت كما كانت قبل الغزو، وهي حصة تماثل حصة الدولة الشقيقة الامارات العربية المتحدة 1.8 مليون برميل يومياً.. 

ولا أزال أتذكر في مقابلاتي الرسمية للوزراء ورؤساء دول الاوبك لإقناعهم بإرجاع تلك الحصة الينا، وكنت أستخدم مصطلح Parity - أي تماثل – مع الشقيقة الامارات، وقد نجحت والحمد لله في تلك المهمة الأكثر من صعبة، الان الشقيقة الامارات تنتج أكثر من 3.5 ملايين برميل «وإحنا على طمام المرحوم» وقس على ذلك!! 

فنداؤنا لوزير النفط الشاب أن يحمر عينه على أمثال هذه القيادات، لأنه فيه ناس كما يقول إخواننا المصريون «تخاف ما تختشيش» والله المستعان.. 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك