د.تركي العازمي: خفّفوا على الناس لا«تخنقوهم» لأنهم «مخنوقون وفيهم اللي كافيهم»

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 970 مشاهدات 0


أحياناً نحتاج إلى تفسير منطقي إنساني لبعض القرارات، التي تصدر ولا نجد مبرّراً، ما يشير إلى أنها غير مدروسة بامتياز.

في الأمس قرأتُ خبراً عنوانه «شد الحزام»... يخنق «عافية»؟ حيث ورد على طاولة اللجنة الاقتصادية التابعة لمجلس الوزراء مقترحات، جديدة لخفض الدعوم منها إلغاء عقد «عافية»!

(الراي عدد الجمعة الماضي).

أين المبرّر لهذا القرار... فهل هذا جزاء الخبرات من المتقاعدين، ممن أمضوا زهرة شبابهم في خدمة الوطن ومؤسساته: أي مكافأة هذه؟

قبل سنوات كتبت مقالاً عن تأمين «عافية»، وطالبت بأن يكون كبقية أي تأمين صحي عالمي مرموق، بحيث يكون مفتوحاً للمتقاعد وأفراد أسرته داخل الكويت وخارجها، وأستغرب تغطيته بمبالغ زهيدة لبعض الأمراض التي يعتبر المتقاعد عرضة لها.

وكنت قد طالبت الاستعانة بالمتقاعدين إسوة بما هو معمول به في اليابان فهم أهل الخبرة، التي لا يجب تجاهلها.

إذا كانت المسألة مرتبطة في تقليص الميزانية، ورفع إيراداتها فهناك مقترحات كثيرة، بعيداً عن جيب المواطن البسيط والتأثير على المتقاعد الخبرة.

الغالبية الساحقة من المجتمع الكويتي الطيب المسالم المغلوب على أمره، يرفع التساؤلات الآتية:

ـ الأموال المنهوبة وسرّاق المال العام ما هو وضعهم؟

ـ غاسلو الأموال و«الكاش»، المبعثر ما هو مصيرهم؟

ـ ارتفاع الأسعار متى يتم ضبطها؟

ـ التعليم والصحة والبنية التحتية من طرق وخدمات للمناطق السكنية، متى تلقى التحسين والاستعجال؟

ـ هل من مستجيب لما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي (الصالح منه)؟

ـ التجاوزات على أملاك الدولة من حيازات زراعية وحيوانية وغيرها... ماذا حلّ بها؟

الشاهد، إن الشفافية إلى هذه اللحظة غير متوافرة حتى في التعامل مع جائحة كورونا... وخطة العام الدراسي المقبل تحتاج إلى تفسير؟

فالجميع يعلم حسن ولاء ووطنية المجتمع الكويتي، لذا من الواجب رد الجميل له، فهو الذي شهد الجميع بتضحياته في الثاني من أغسطس من عام 1990.

إذا كنا - وغيرنا من النخب الصالحة - نتحدّث عن القضايا العالقة، ونطالب بالإصلاح الإداري مع التركيز على القضاء على الواسطة ومكافحة الفساد بشقيه المالي والإداري، مع وضع الحلول، ولا نجد آذاناً صاغية... فما هو الحل إذاً؟

الزبدة:

لهذا السبب طالبت بإنشاء مجلس استشاري تكنوقراط من المتقاعدين، أصحاب الخبرة والمعرفة والدرجات العلمية المرموقة، وحُسن السيرة والسلوك وتقلّدوا مناصب قيادية وإشرافية.

الخبرات الصالحة هي التي تصنع التاريخ وتحقق الإنجاز، وتوصي بقرارات تصب في مصلحة الوطن وأفراده.

خفّفوا على الناس لا«تخنقوهم»، لأنهم «مخنوقون وفيهم اللي كافيهم»... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك