مبارك الدويلة: إلا الحماقة أعيت من يداويها

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 982 مشاهدات 0


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك الأعرابي، الذي أخبره أن له عشرة من الولد لم يقبّل أحداً منهم قط: وما أفعل بك إن نزع الله الرحمة من قلبك!

وأنا أقول لمن يخصص مقالته عن انتقاد الإسلام والمسلمين بالحق وبالباطل! أقول له: وما أفعل بك إن سيطرت الحماقة على رؤيتك وتقييمك للأمور!

عندما يكتب زميل، مثل النائب السابق الدكتور محمد الدلال، المعروف باتزانه وعقلانية طرحه، مقالة يثني فيها على كل التيارات السياسية الكويتية في مواقفها من الغزو العراقي الغاشم للكويت، وكيف أنهم اتخذوا مواقف وطنية في المقاومة ورفض الاحتلال والعصيان المدني، بخلاف مواقف تياراتهم في الخارج، ثم يأتي صاحبنا (مطفي الليتات) ويقول: إنه يقصد أكثر ما يقصد تيار الإخوان المسلمين في الكويت، وهذا ما لم يؤكده أي طرف، فلم يكن لهم دور يذكر!

بالله عليكم هذا كيف ترد عليه؟

بالمنطق؟ بالأدلة؟ بالشهود من الصامدين والصابرين؟ كل ذلك تم نشره خلال الأيام القليلة الماضية في وسائل التواصل الاجتماعي، وموثق بالصوت والصورة! لكنه تعامى عنه!

أعتقد لو افترضنا أن لديه القدرة لاستيعاب هذه الوسائل إلا أن الحقد يعمي القلوب عن رؤية الحقيقة!

ويؤكد الكاتب الدلال المشهود له بالوسطية في الطرح أن الإخوان في الكويت قاموا بمراجعات فكرية وتنظيمية بعد مواقف البعض من إخوانهم المشينة ضد الحق الكويتي، إلا أن صاحبنا يعتبر أن الإخوان في الكويت لحسوا كلامهم، والدليل وقوفهم مع الغنوشي في موقفه الرافض لانقلاب تونس! مع أنني أكثر من أزعجه في تأكيدي لانفصال إخوان الكويت عن التنظيم الدولي، وتشكيل كيان سياسي وتنظيمي مستقل! لكن صاحبنا يريد منا أن نؤيد انقلاب تونس ونرفض مواقف كل القوى السياسية التونسية الرافضة للانقلاب، حتى يقتنع أننا ضد الغنوشي وغير منتمين للإخوان المسلمين! وبصراحة لا يُلام في موقفه لأن هذا شعوره الداخلي وهذا اعتقاده الذي لا يمكن أن يغيره، فكثير من خصوم الديموقراطية وخصوم التيار الإسلامي في الخليج بالذات فرحوا بما آلت إليه الأوضاع في تونس من وضع كل السلطات في يد الرئيس.. ولعلنا نستذكر موقفهم هذا بعد أحداث مشابهة وليست بعيدة عن ذاكرتنا سقطت فيها ورقة التوت عن مبادئ كل اللادينيين في حينها!

ونذكّر الكاتب إن كان ناسياً أنه وآخرين يتفقون معه في التوجه اشتكوا بالنيابة قبل عشرين عاماً على الدكتور اسماعيل الشطي، بتهمة موقفه من الغزو العراقي، استناداً إلى كلام الشيخ سعود الناصر عليه رحمة الله، وكان قرار النيابة حفظ الدعوى لعدم وجود ما يثبت اتهامهم! ثم تحفظوا على قرار الحفظ في المحكمة الكلية، التي نظرت بالدعوى، وقررت تأييد قرار النيابة لعدم وجود دليل على هذه الاتهامات المرسلة! يعني ما ترك وسيلة إلا وسلكها لتشويه مواقف خصومه، ولما عجز عن ذلك سلك أسلوب الاتهامات الباطلة من دون دليل، علّ وعسى أن يفضفض شيئاً مما يحاك في صدره!

عموماً نحن لا نريد أن نعامله بالمثل، لأننا أصحاب مبادئ تمنعنا، وإلا فإننا قادرون على فتح ملفات فاحت ريحتها في ذلك الوقت، لكن الظروف منعت من تحريكها لحساسية الوضع آنذاك!

العقيدة صمام أمان

عندما يكون خصمك صاحب مبدأ وعقيدة تستطيع أن تحاوره وتناقشه وأنت مطمئن إلى سلامة المقاصد، لكن عندما تحاور شخصاً لا يمتلكها، عندها من الأفضل أن يتوقف الحوار!

تعليقات

اكتب تعليقك