مبارك الدويلة: الغزو.. مواقف لا تُنسى

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 691 مشاهدات 0


من كل عام يتكرر تاريخ 2 / 8.. تلك الذكرى الأليمة للغزو الصدامي الغاشم للكويت.

في هذا التاريخ قبل أكثر من ثلاثين عاماً سقطت ورقة التوت عن أكثر القادة العرب تفاخراً بعروبته وإسلاميته، صدام حسين، كما سقطت من قبل عن عبدالناصر والأسد وبقية الجوقة!

في هذا التاريخ تساقطت المبادئ الزائفة من أصحاب بعض القلوب المريضة من قادة الجماعات والتيارات السياسية والثورية العربية، سواء قومية كانت أم إسلامية!

ابتداء، لابد من التأكيد على استثناء الكويتيين بجميع طوائفهم وتنوع توجهاتهم العقائدية والفكرية مما سيأتي من حديث، حيث أثبتوا جميعهم بما لا يدع مجالا للشك ولاءهم المطلق لبلدهم وحبهم وتضحيتهم لترابه!

إنما حديثي لتلك التيارات والرموز العربية والإسلامية التي عبرت عن موقفها من الغزو في تناقض واضح مع مبادئها المعلنة! ولنبدأ بالقوميين العرب، واليسار العربي، فقد أثبت رموزهم دعمهم للغزو الصدامي وكان هذا واضحاً من خلال مقابلة الوفد الشعبي الكويتي الذي زار الأردن وسوريا، وكنت شخصياً من ضمن هذا الوفد، حيث قابلنا عددا من هذه الشخصيات وصارحتنا بدعمها لصدام، حتى قال أحدهم في ندوة بعمّان شارك فيها عضوا الوفد الشعبي محمد الصقر وأحمد الربعي: «نرحب بالوفد الكويتي الذي قَدِم إلينا من الطايف وكان أولى به أن يأتي عن طريق بغداد»! ولعل موقف جورج حبش ونايف حواتمة من الغزو وسكوت ميشيل عفلق خير دليل على ما ذهبنا إليه!

أما الإسلاميون فانقسموا إلى ثلاثة أقسام، الإخوان المسلمين في الأردن، وهؤلاء كان موقفهم شبيهاً بموقف التيارات القومية واليسارية في تأييدها لصدام، فقد قابلت أنا مع محمد مساعد الصالح وفداً منهم حتى قال قائلهم: قدمٌ عراقية في أرض الكويت خير من قدمٍ أميركية!!

القسم الثاني من الإسلاميين، ومنهم التنظيم الدولي للإخوان المسلمين كان يرفض الغزو ويطالب صدام بالانسحاب، لكنه كان يرى أن وجود قوات أميركية في المنطقة لا يقل خطراً عن وجود القوات العراقية في الكويت، فكان يطالب بانسحاب القوات العراقية وقوات التحالف سواء بسواء، وهذا طبعاً موقف مرفوض بالنسبة لنا ككويتيين لأسباب كلنا نعرفها!

بقي القسم الثالث، وهم إخوان مصر والمغرب واليمن والسودان وسوريا وجميع إخوان الخليج، ومعظم الجماعات الإسلامية في إندونيسيا والهند وباكستان وماليزيا وغيرها، وهؤلاء كانوا رافضين للغزو ومؤيدين للحق الكويتي، ولعل بيان الإخوان المسلمين في مصر الذي وجهه مصطفى مشهور المرشد العام للإخوان إلى مؤتمر جدة خير دليل على ما نقول!

اليوم، وبعد أن تمت شيطنة تيار الإخوان المسلمين في عدد من دول المنطقة، يظهر علينا كل عام في مثل هذا الوقت مزورو التاريخ ومشوهو الحقائق ليقولوا إن الإخوان المسلمين في الخليج كانوا مؤيدين للغزو العراقي للكويت! وتناسوا أن الحدث قريب وأن معظمنا عايشه ومازال بيننا! ومن شدة تضليلهم وانتقائيتهم واستخدامهم المعايير المزدوجة، لا يذكرون شيئاً عن مواقف التيارات السياسية الأخرى عن الحدث نفسه!

لن ينسى التاريخ أن إخوان الكويت رفضوا المشاركة في تشكيل حكومة مؤقتة تحت الاحتلال، وأن شبابهم كانوا يديرون العمل الميداني المحلي ضمن لجان التكافل التي شهد لها كل المرابطين تحت الاحتلال، كما لن ينسى دورهم في الخارج من خلال مشاركات شيبانهم وشبابهم في الوفود الشعبية التي جابت العالم من أقصاه إلى أقصاه لطلب دعم الحق الكويتي المهضوم! ولم يتخاذلوا كغيرهم من الذين وضعوا شروطا لمشاركاتهم في هذه الوفود! ولعل مشاركات إخوان الكويت في لجنة لندن ومؤتمر الشارقة الطلابي والهيئة العالمية للتضامن مع الكويت ودورهم الواضح في مؤتمر جدة كل ذلك يؤكد تفانيهم وتضحياتهم لوطنهم الغالي ويخرس ألسنة الموتورين!

تعليقات

اكتب تعليقك