طبيب مصري ابن الـ28 عاماً يُحدِث ثورة ويتوصل للجين المتحكم في شفاء جلطة القلب
عربي و دوليالآن - وكالات يوليو 18, 2021, 11:37 ص 1096 مشاهدات 0
نجح طبيب مصرى عمره 28 سنة مع فريق علمي في كلية ألبرت أينشتين في نيويورك، في التوصل للجينات المتحكمة في شفاء جلطة القلب، القاتل الأول للبشر في العالم.
الإنجاز الذي ساهم في تحقيقه العالم المصري الشاب أنيس حنا المولود في أسيوط، احتفت به كبرى الدوريات العلمية المتخصصة بالولايات المتحدة، وكذلك حصل على إشادة من منظمة القلب الأمريكية، أكبر منظمة في هذا التخصص عالميا، وقاده للحصول على تمويل مالي ضخم لاستكمال أبحاثه حتى استكمال العلاج المنشود.
القاتل الأول
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب تظل القاتل الأول في العالم، وقد تسببت في وفاة 18 مليون شخض عام 2019 بنسبة 32 بالمئة من كل أسباب الوفاة، و85 بالمئة من الوفيات بسبب أمراض القلب كانت نتيجة الجلطات.
تحدث حنا عن إنجازه قائلا: "طالما سمعت تعبيرا مخيفا يصاحب كثيرا من حالات الوفاة في قريتنا بأسيوط وهو الجلطة أو النوبة القلبية، والحقيقة أن جلطة القلب لها تأثير معنوي ومادي شديد على مجتمعات القرى في مصر لأن الكثير منها تبعد ساعات عن أقرب مستشفى مزود بتجهيزات متقدمة للتدخل الفوري، وغالبا يصل المرضى للمستشفى بعد فوات الأوان".
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب تظل القاتل الأول في العالم، وقد تسببت في وفاة 18 مليون شخض عام 2019 بنسبة 32 بالمئة من كل أسباب الوفاة، و85 بالمئة من الوفيات بسبب أمراض القلب كانت نتيجة الجلطات.
ويقول الباحث المصري الذي تخرج في كلية طب الإسكندرية عام 2017، إن الخطر الأكبر
يتمثل في أن الدراسات العلميه تتنبأ بأن أمراض القلب ستكون "الوباء القادم"، ورغم أن أمراض القلب أكثر شيوعا في الدول المتقدمة بسبب نمط الحياة فإن النسبة الأكبر من الوفيات بسبب أمراض القلب (حوالى الثلثين) تحدث في الدول النامية، لأن كثيرا من مرضى الجلطة يصعب إنقاذهم بسبب ضعف الإمكانيات في هذه الدول.
وأوضح "حنا" أن "المثبت علميا أن جلطة القلب تحدث عندما ينغلق أحد الشرايين المغذية للقلب، مما ينتج عنه تلف دائم في جزء من عضلة القلب في خلال 20 إلى 30 دقيقة، فخلايا القلب حساسة جدا لنقص الأكسجين، وأثناء الجلطة يتفاعل الجسم بالتهابات شديدة في القلب في محاولة لتصليح التلف نتيجة لرد الفعل هذا، ثم يتخلص الجسم من الجزء التالف بالقلب ويستبدله بنسيج ليفي فيما يسمى تليف القلب (cardiac fibrosis) في خلال أيام من الجلطة".
وأشار إلى أن "هذا النسيج الليفي وفقا للدراسات العلمية يحافظ على التماسك الهيكلي ويمنع ضعف جدار القلب أو انفجاره، لكنه مجرد ترقيع للجزء التالف ولا يؤدي دور عضلة القلب،
وللأسف في كثير من المرضى يحدث رد فعل عنيف من الجسم مما يزيد الالتهابات والنسيج الليفي ويسبب مضاعفات خطيرة حتى في الجزء السليم من القلب، وفي النهاية يؤدي لضعف عام وفشل عضلة القلب".
وأكد "حنا" أن المحور الأساسي لأبحاثه كان "اكتشاف الجينات المسؤولة عن شفاء نسيج القلب المتضرر من الجلطة"، وأضاف: "على مدار 4 سنوات من الأبحاث اكتشفت مع مجموعة بحثية في كلية ألبرت أينشتين للطب في نيويورك أهم الجينات المتحكمة في التهابات وتليف عضلة القلب نتيجة الجلطة".
وأوضح حنا: "من أهم الجينات التي اكتشفناها ما يسمى Smad3، وهو جين مهم جدا في تفاعلات السيتوكين cytokine signaling، وتم إثبات ذلك في دراسة نشرناها في دورية سيركيولاشن ريسيرش (أبحاث الدروة الدموية)"، وهي من أهم الدوريات في مجال أبحاث القلب عالميا.
وتابع: "أدخلنا تعديلا على هذا الجين في الخلايا المسببة لالتهاب القلب cardiac macrophages) ي حيوانات التجارب، ثم أخضعناها لجلطة قلبية كما يحدث في البشر، واكتشفنا أن هذا الجين مسؤول عن تنشيط هذه الخلايا لإزالة بقايا الجزء التالف من القلب".
واستطرد حنا: "بعد انتهاء عمل هذه الخلايا يسبب هذا الجين تحور خلايا الالتهاب إلى خلايا مفيدة في تثبيط الالتهاب والمساهمة في شفاء عضلة القلب، بالإضافة إلى حماية الجزء العضلي المجاور للجلطة من التلف".
وأوضح أن "رأينا تأثير هذا التعديل الجيني على وظائف القلب، وبالفعل ساهم في نجاة فئران التجارب بعد الجلطة، فقد وجدنا أن هذا الجين مسؤول عن تحسن بارز في وظائف القلب وتقليص نسبة الوفيات الناتجة عن الجلطة لأقل من النصف".
تعليقات