د.موضي الحمود: أحوالنا يا سادة مؤلمة وأمورنا متأرجحة بين نفي وتأكيد وبين طمأنة وتخويف وبين إقدام وتردد
زاوية الكتابكتب د. موضي الحمود يوليو 14, 2021, 11:19 م 1098 مشاهدات 0
صرح وزير الدفاع رئيس اللجنة الوزارية العليا لطوارئ كورونا حمد جابر العلي في 9 / 7 مخاطباً المواطنين «تطعمّوا وسافروا واستانسوا وتهنّوا» إشارة منه إلى عودة الحياة الطبيعية.. وقد أسعد تصريحه الكثيرين، لذا استعد حتى هذا اليوم ٧٣ ألف مواطن ومقيم للسفر خلال إجازة العيد (القبس).
ولكن.. وآه! من لكن.. صرح المتحدث الرسمي الحكومي في 12 / 7 استمرار إجراءات إغلاق الأنشطة التجارية والمطاعم والنوادي الرياضية في الكويت في تمام الساعة ٨ مساءً، وكذلك وقف جميع الأندية الصيفية والأنشطة الجماعية للأطفال من ٢٥ الجاري إلى إشعار آخر.. وبين التبشير بعودة الحياة الطبيعية من قبل وزير الدفاع وإجراءات وزير الصحة التي تقتضي استمرار الحال على ما هو عليه، بل التشدد في وقف الأنشطة.. احترنا ولا ندري.. من نصدق؟!
وعلى صعيد آخر، صرح الناطق الرسمي لوزارة الصحة بتاريخ 13 / 7 بأن الوزارة قد سمحت بالجمع بين أنواع اللقاح لبعض الحالات.. ولكن طالعتنا الأخبار في اليوم نفسه بتصريحٍ لكبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية (د. سوميا سواميناثان) بأنه لا تتوافر بيانات عن أثر الجمع بين أكثر من لقاح مما يجعل المزج بين اللقاحات «اتجاهاً خطأً» لا تُعرف آثاره حتى الآن..؟! وبين التصريح المحلي والتحفظ العالمي احترنا.. فمن نصدق؟!
ومؤخراً طالعتنا الصحف بأخبار اجتماع اللجنة التعليمية البرلمانية مع المسؤولين في وزارة التربية.. كما صرح رئيس اللجنة بأنه ستتم الدعوة إلى مؤتمر يجمع المهتمين في التعليم لتحديد نظام التدريس في العام الدراسي القادم، حيث ستتم المفاضلة بين أساليب التعليم الحضوري أو المدمج أو عن بُعد..! وهنا أعرض للمهتمين البيان الصادر عن المديرة التنفيذية لليونيسف (هنرييتا فور) والمديرة العامة لليونيسكو (أودري أزولاي) المنشور يوم الثلاثاء 12 / 7 على موقع اليونسيف unicef.org وفيه تذكر المسؤولتان «بأن الخسائر التي يتكبدها الأطفال بسبب إغلاق المدارس لمدة تزيد على ١٨ شهراً تتفاقم، سواء أكانت في مجال التعليم أو الضيق النفسي أو الجنوح للعنف والتطرف.. وهو أمر لا يمكن مقابلته ومعالجته إلاّ بفتح المدارس بشكل آمن.. كما بيّن البيان بأنه لا يمكن التعلل أو الانتظار بعودة المدارس حتى يتم تحصين الجميع؛ طلبة ومعلمين وعاملين في القطاع التعليمي.. أو حتى انتظار تدني نسبة الوباء إلى الصفر.. لأن أي تأخير يعني كارثة لهذا الجيل.. ولا يمكن رهن مستقبل أبنائنا مقابل فوائد غير واضحة لحاضرنا».. هذا ما يقوله الخبراء وبين قولهم العلمي وفلسفة السياسيين احترنا.. فمن نصدق؟!
أحوالنا يا سادة مؤلمة وأمورنا متأرجحة بين نفي وتأكيد، وبين طمأنة وتخويف وبين إقدام وتردد.. ومع هذا كله تتعقد أمورنا ولا نرى في الأفق انفراجاً لأحوالنا الصحية ولا الاقتصادية ولا الاجتماعية! حيرتمونا واحتارت أفكارنا..! ونسأل الله السلامة.
تعليقات