علي البغلي: هل تلومونني عندما تمنيت وللمرة الأولى بحياتي ألا أكون كويتياً في ظل قراراتنا الرسمية التي تقطر فشلاً؟!
زاوية الكتابكتب علي البغلي يوليو 14, 2021, 11:16 م 1048 مشاهدات 0
تمنيت أن أكون بريطانياً (وأعيش في ذلك البلد الذي استعمر ربع الكرة الارضية يوماً ما، عندما قرأت تصريح رئيس وزرائهم بوريس جونسون عما أطلق عليه «يوم الحرية الكبير» من قيود فيروس كورونا، المقرر رفعها يوم 19 يوليو الجاري، بحيث لن يكون ارتداء الكمام إلزامياً في الاماكن العامة ابتداءً من ذلك اليوم.. كما أعلن جونسون أن المرحلة الرابعة من خريطة الطريق للخروج من قيود كورونا ستشهد نهاية العمل من المنازل والقيود المفروضة على التجمعات، مضيفاً أن هناك خططاً لإلغاء الحجر الصحي عن القادمين من الدول الموجودة في القائمة البرتقالية لقيود السفر، في حال تم تطعيمهم بالكامل (انتهى).
ونحن في الكويت كلما زادت القيود التي يبتكرها وزير صحتنا الشيخ الشاب زادت الإصابات، وازداد عدد الموتى، فبعد إقرار قراره الأخير بإعدامه للمحال التجارية والمجمعات والمطاعم والمقاهي بإقفالها الساعة 8 مساء.. زادت الإصابات كما ذكر في القبس يوم الثلاثاء الماضي، حيث سجلت الكويت أعلى رقم إصابات يوم الاثنين الماضي بفيروس كورونا 1977 حالة جديدة، ليرتفع إجمالي عدد الحالات المسجلة في البلاد التي يقارب عدد سكانها من مواطنين ومقيمين الـ 4 ملايين نسمة، يصاب منهم 365649 بفيروس كورونا ويموت منهم 2029، ولا يزال عدد من المصابين يتلقى الرعاية الطبية بأقسام المستشفيات من رعاية مركزة والأجنحة الأخرى يبلغ 18514 حالة.
***
إن على متخذي القرارات منذ نشوء الأزمة حتى الان أن يجمعوا ما يخصهم من أوراق ومستندات وأغراض شخصية ويذهبوا لمنازلهم، بعد تقديمهم استقالاتهم من مراكزهم الرسمية، لأنهم فشلوا في وظائفهم وقراراتهم التي اتخذوها فشلاً ذريعاً غير مسبوق.. لكن لا حياة لمن تنادي.. بل إن ما نراه يشعرنا بالفشل والخجل يومياً، فبالله عليكم كيف يتم أخذ قرار منح مكافأة الصفوف الامامية، وهو ما فهمناه وما يحكمه المنطق بأن المقصود به هو من عمل أثناء جائحة كورونا بالصفوف الامامية، محتكاً بالجمهور احتكاكاً مباشراً، لذلك استغربنا أن تشمل هذه التسمية من كان يعمل في 16 جهة قدمت كشوفاً تحوي أسماء موظفيها المستحقين لتلك المكافأة، حسب مقاييس مسؤوليها الكبار، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر «ديوان معالي رئيسة الخدمة المدنية» «الهيئة العامة لمكافحة الفساد» «وزارة النفط» «هيئة تشجيع الاستثمار المباشر» «الأمانة العامة للمجلس الاعلى للتخطيط والتنمية» «الامانة العامة للأوقاف».... وهيئات أخرى مماثلة لا تحتك بالجمهور ولا يدري الجمهور أين موقعها. فكيف بالله عليكم سيتقاضى موظفوها الملايين من 600 مليون المرصودة لذلك الغرض من حكومتنا التي أخبرتنا منذ مدة أنها لن تستطيع دفع مرتبات موظفيها بعد أشهر؟!.
فهل تلومونني عندما تمنيت وللمرة الأولى بحياتي ألا أكون كويتياً في ظل قراراتنا الرسمية التي تقطر فشلاً؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
هامش:
نشكر القبس على تقديرها للشاب الكويتي العالم د. بسام الفيلي الذي طير لنا قمراً صناعياً من قاعدة «كيب كانفيرال» بولاية فلوريدا، وسيبث لنا القمر نشيدنا الوطني ومواعيد تعليمية للطلبة. القبس الوحيدة التي استقبلت الدكتور الفيلي عند عودته، وغاب عن الاستقبال كل الجهات الرسمية العلمية، وهذي الكويت صلّ على النبي «شوف وجه العنز» فيها واحلب لبن!
تعليقات