يُصادف اليوم الذكرى الـ 26 للإبادة الجماعية لمسلمي #البوسنة و #الهرسك #مذبحة_سربرنيتسا ..وإليكم التفاصيل
عربي و دوليBBC يوليو 11, 2021, 11:35 ص 592 مشاهدات 0
تعيد البوسنة والهرسك، الأحد، فتح جرح أوروبي غائر مع تنظيمها مراسم دفن رفات 19 من ضحايا الإبادة الجماعية في مدينة سربرنيتسا شرقي البلاد.
وعلى هامش إحياء الذكرى الـ26 للإبادة على أيدي الصرب، تجرى مراسم دفن الرفات في مقبرة "بوتوتشاري" التذكارية، حيث تقوم السلطات، في 11 من يوليو من كل عام، بدفن عدد من الضحايا الذين توصلت إلى هوياتهم في سريبرينيتسا.
ووقعت مذبحة سربرنيتشا عام 1995، التي قتل فيها 8 آلاف مسلم بوسني على يد القوات الصربية في جريمة وصفها الاتحاد الأوروبي السبت بأنها "واحدة من أسوأ الجرائم" في التاريخ الحديث للقارة العجوز.
وعقب تلك المذبحة دفن الصرب البوسنويين في مقابر جماعية وبعد انتهاء الحرب جرت أعمال البحث عن المفقودين وانتشال الجثث من المقابر وتحديد هوياتهم.
وفي الذكرى الـ26 للمذبحة، أصدر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ومفوض سياسة الجوار والتوسع الأوروبية أوليفر فاريلي بيانا مشتركا.
وقال البيان إن "أوروبا لم تنس مسؤوليتها عن عدم قدرتها على الحيلولة دون وقوع المجزرة التي تعد واحدة من أسوأ الجرائم في تاريخ أوروبا الحديث".
وأضاف: "مسؤوليتنا المشتركة تحتم علينا تذكر تلك الإبادة الجماعية في سربرنيتشا"، معربا عن تعازيه لذوي الضحايا الـ19 وباقي ضحايا الإبادة الجماعية والمفقودين.
وتابع: "لا يمكن أن يكون هناك إفلات من العقاب.. فالإبادة الجماعية هي إبادة جماعية سواء في سربرنيتشا أم في أي مكان آخر".
وطالب البيان المحاكم الدولية والمحلية في البوسنة والهرسك وفي البلدان المجاورة بتواصل توفير العدالة لجميع ضحايا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية ولأسرهم.
والجرح الأوروبي نابع مما شهده يوم الـ11 من يوليو/ تموز عام 1995، حين استولت وحدات من صرب البوسنة على منطقة سربرنيتسا في البوسنة والهرسك.
وخلال أقل من أسبوعين، نفذت الوحدات الصربية عملية تصفية ممنهجة لأكثر من 8 آلاف شخص من مسلمي البوسنة (البوشناق)، في أبشع جرائم قتل جماعية على التراب الأوروبي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وبحسب بي بي سي فإنه قبل وقوع المذبحة، أخبر قائد الوحدات الصربية راتكو ملاديتش المدنيين المذعورين بألا يخافوا، ثم شرعت قواته في عمليات قتل لم تتوقف لـ10 أيام.
ولعل ما زاد من أوجاع الأوروبيين هو وجود قوات لحفظ السلام خفيفة التسليح تابعة للأمم المتحدة على مقربة من موقع ارتكاب المجزرة لكنها لم تحرك ساكنا.
والبوسنة والهرسك الاشتراكية كان الاسم القديم لتلك الجمهورية الواقعة ضمن الاتحاد اليوغوسلافي؛ حيث ضمت خليطا من الأعراق بينهم مسلمو البوشناق، وأرثوذكس صِرب، وكاثوليك كروات.
وفي عام 1992، أعلنت البوسنة والهرسك استقلالها عقب إجراء استفتاء، قبل أن تحظى باعتراف الولايات المتحدة وعدد من الحكومات الأوروبية.
غير أن صرب البوسنة قاطعوا الاستفتاء. ولم يمض وقت طويل حتى نفذت قوات تابعة لهم دعمتها الحكومة الصربية هجوما على الدولة الوليدة.
كان الهدف الرئيس للصرب آنذاك هو محو مسلمي البوشناق من الخريطة تمهيدا لإقامة "صربيا الكبرى" كأحد أشكال التطهير العرقي.
وفي أبريل/ نيسان من عام 1993، أعلنت الأمم المتحدة سربرنيتسا "منطقة آمنة.. خالية من أي هجمات مسلحة أو أي أعمال عدائية".
لكن في السادس من يوليو/تموز من عام 1995، نفذت قوات تابعة لصرب البوسنة هجوما عنيفا على سربرنيتسا.
واستسلمت القوات التابعة للأمم المتحدة أو تقهقرت، ولم يعد الاستنجاد بطائرات الناتو مجديا في وقف زحف القوات المعتدية.
وسقطت سربرنيتسا في غضون 5 أيام، ولم يجد نحو 20 ألف شخص مفرا سوى اللجوء إلى قاعدة الأمم المتحدة حيث يوجد الجنود الهولنديون.
وجرى تنفيذ الإعدام في الآلاف ودُفعت جثثهم إلى قبور جماعية باستخدام جرافات، فيما ترجح تقارير أن البعض تم دفنه حيًا، بينما أجبر آباء على مشاهدة أبنائهم وهم يقتلون، بحسب بي بي سي.
ومن توابع زلزال المذبحة، نشر تقرير عام 2002 ألقى باللائمة على الحكومة الهولندية ومسؤولين من الجيش في الفشل في منع المذبحة. وبناء عليه استقالت الحكومة بالكامل.
كما أدانت محكمة تابعة للأمم المتحدة في لاهاي عام 2017 الجنرال ملاديتش بارتكاب إبادة جماعية وجرائم أخرى.
وظل ملاديتش مختبئا بعد نهاية الحرب في عام 1995 ولم يعثر عليه إلا في عام 2011 في منزل أحد أقاربه شمالي صربيا.
وقدمت صربيا اعتذارا عن الجريمة لكنها لا تزال ترفض تسميتها عملية إبادة جماعية.
تعليقات