تقرير خاص.. الحرب في اليمن أدت لإنقطاع الطرق الرئيسية وعقدت تنقل اليمنيين
عربي و دوليالآن يوليو 10, 2021, 4:09 م 736 مشاهدات 0
عبدالرب الفتاحي - جريدة
صار من الصعب على جميل صالح عبد الله السفر بسهولة من تعز إلى صنعاء ، فذلك يحتاج منه لقطع مسافات بعيدة، رغم أن الطرق المعبدة ليست مدمرة وهي تحتاج لبعض الاصلاح واعادة الصيانة .
يغامر جميل عندما يتخذ قرار السفر الذي لن يكون سهل فهو سيتنقل عبر أودية وجبال، وسيحتاج لإضعاف مضاعفة من المسافات والوقت.
وقال جميل " هناك مخاطر تتزايد مع المرور في تلك الطرقات خاصة ، في فترات نزول المطر أو اكتظاظ تلك الطرقات الضيقة والغير صالحة لعبور السيارات والحافلات عليها حيث تكثر الحوادث والتصادم"
وأضاف أن الخطوط الرئيسية والأسفلتية صارت مقطوعة بسبب تعمد اطراف الصراع في عرقلة انتقال الناس ووضع الطرق كمناطق عسكرية واستمرار الصراع على اطراف الطرقات وانتشار الألغام .
أعباء ومشقة
يكابد معظم المسافرين في اليمن واقع السفر الشاق، فهم سيستمرون لساعات كثيرة في رحلات تتخذ مسارات عبر مناطق جبلية خطيرة وطرق ضيقة، واحيانا تستمر رحلة السفر لما يقارب 12 ساعة متواصلة بعد أن كانت لاتستغرق أربع ساعات .
جهاد منصور علي شاب كبد مثل هذه الرحلة ووجد صعوبة في الوصول بسرعة .
من صنعاء إلى محافظة لحج اتخذ عبر جهاد طرق متعددة سواء من منطقة القبيطة التي كان الوقت يمضي فيها بينما حالة الخوف يتضاعف بالنسبة له وذلك لصعوبة تلك الطرقات .
يقول جهاد " سلكنا طرق لم نكن نعرفها طرق تصعد بك للجبل وتتخذ مسارات مختلفة عبر منحنيات ثم تهبط حيث لاتكفي في تلك الطرقات أن تتزاحم السيارات مع بعضها لضييق تلك الطرقات "
انهيار الخطوط و الطرقات
تملك اليمن خطوط متعددة تربط بين المحافظات، سواء تلك الواصلة بين صنعاء والمناطق القريبة منها ، أو الخطوط التي تمضي في أكثر من مدينة .
في فترات الحرب التي أندلعت مع سيطرة جماعة الحوثيين على اليمن تطور الصراع ،ليصبح العبور من بعض الطرقات صعب خاصة في ظل التحشيد والمعارك التي تكون قريبة من الطرقات .
فرضت الحرب واقع انعكس على زيادة انقطاع السفر عبر الطرقات الرئيسية والمهمة، حيث أصبحت الطربق الرابطة بين محافظة تعز عدن مقطوعة منذ خمس سنوات بعد أن تعمدت أطراف الصراع سواء الحوثيين أوالقوات التي تخضع للشرعية في بقاء الطريق غير مؤهلة للعبور لكن يتهم المواطنين الحوثيين بإنهم وضعوا الغام على جوانب الطرقات وهذا يهدد محاولات اليمنيين العبور من الطريق الاسفلتي.
في الطريق الرابط بين صنعاء ومأرب فإن الحرب التي أندلعت منذ منتصف 2016، أدت لإنقطاع تلك الطريق التي تحمل اهمية كبيرة وصار هذا الخط الاسفلتي مقفل ومعطل بعد أن شهد هذا الخط معارك وصلت لسلاسل جبلية من مديرية نهم التابعة لمحافظة صنعاء ولكن رغم اعادة المنطقة من قبل الحوثيين فإن الخط الاسفلتي مقفل .
الخط الاسفلتي الذي كان مستمر إلى ما قبل ثلاث سنوات ،كان خط صنعاء عدن عبر محافظة الضالع، لكن محاولة جماعة الحوثيين السيطرة على المدينة وقيامها بحملة كبيرة أدى لاندلاع المعارك بالقرب من الخط، الذي ينتقل عبره المسافرين مما أدى لتعطل الخط .
وبسبب قرب الخطوط الاسفلتية وضعت أطراف الصراع خططها العسكرية بالقرب من تلك الطرقات، فقد ضاعف ذلك من محاولات اليمنيين العبور من خطوط سهلة لكن الحرب زادت من تشكل خريطة هدمت تنقل الناس ،وذلك بتراجع التنقل عبر الخطوط الرئيسية السريعة والواسعة.
فصل اليمنيين
ما مارسته أطراف الصراع في اليمن خلق واقع تفكيكي لحركة اليمنيبن وصعب من سفرهم، ووضعهم في مناطقهم معزولين كما أن استهداف الطرقات خلق المزيد من الاعباء عليهم .
وتظل جماعة الحوثيين هي من رسخت واقع انقطاع تلك الطرقات، وزادت من واقع العزل خدمة لمشروعها السياسي .
حيث أن كل الطرقات التي تربط بين شمال وجنوبه أصبحت مقطوعة ،والحركة فيها ضعفت لمستوى غير مسبوق ،وتعطلت الانشطة التجارية وزادت البطالة وكل ماتريده جماعة الحوثيين تعطيل الانشطة والاعمال، حتى تستطيع تجنيد من لايجدون العمل كما أن ممارستها تقوم على اساليب، ترتبط بنشر وجودها وفقط معاني تمزيق المجتمع وتقليل فرص استمراره .
وتعمدت الجماعة نشر وجودها العسكري في الطرقات وزرعت الالغام ،وحاولت اضعاف تنقل الناس بشكل كبير خلال فترات الصراع في السابع السنوات الماضية.
تعليقات