تقرير خاص .. زيادة استهداف الحيوانات المهددة بالانقراض في اليمن يثير المخاوف على مستقبلها
عربي و دوليالآن - خاص يوليو 8, 2021, 6:09 م 1181 مشاهدات 0
عبد الرب الفتاحي - جريدة
يتهدد الانقراض حيوانات يمنية كثيرة كالنمور والضباع والوعل والغزال وتتعرض تلك الحيوانات النادرة لقتل مستمر واصطياد بدوافع ذاتية أو اجتماعية أو وفق نشاط تقليدي أو ابراز مظاهر القوة والشجاعة من قبل البعض خاصة في قتل النمور والضباع .
اتساع استهدافها
تستمر طريقة مطاردة الحيوانات المفترسة دون أي مبرر في العديد من المناطق اليمنية وجرت العديد من عمليات القتل في محافظات أبين والضالع وتعز للنمور والضباع .
واظهرت طريقة القتل التي تعرضت لها نمور العربية في منطقة الشعيب بمحافظة الضالع حيث تعرضت ثلاثة منها في 7/8/2014 للقتل بطريقة بشعة .
تعد النمور اليمنية من أشرس الحيوانات حد وصف الكثير من المواطنين وهي ايضا تتميز بالوفاء حيث انها لاتعتدي ويمكن لاتثير تخوف الكثير منها حيث أن حركتها تظل بعيدة عن المناطق السكانية .
الاعتداءات التي تهدد الحيوانات المفترسة في اليمن تأخذ أبعاد مختلفة فهي لم تتوقف بل تتزايد بوتيرة متسارعة .
وساعد في ذلك انهيار الدولة اليمنية ليخلق ذلك نوع من الاستهتار في التعرض لهذه الحيوانات وزيادة ممارسة العنف ضدها وتنتشر النمور في معظم المناطق اليمنية خاصة الجبلية .
لكن الأخطر هو تطور وضعية تهديد وجودها وهذا ما أزعج الكثير من اليمنيين خاصة الناشطين والمهتمين بالواقع الحيواني و الذين نددوا بما يحدث للنمور وغيرها من الحيوانات التي صار وجودها مهدد بالانقراض حيث أدى وجود الاسلحة في يد الكثير لتسهيل التعرض لها وقتلها بدم بارد .
ومن الأسباب التي خلقت اعتراض لدى اليمنيين لما يحدث للضباع والنمور في بلادهم هو السلوك الوحشي وابراز مظاهر القوة في طريقة الامساك بها أو رميها بالرصاص .
ويعتبر معظم المهتمين بالشأن الحيواني في اليمن أن وجود النمور والضباع والوعل في اليمن صار محدود كما أن معظم عملية القتل تستهدف اناث قد يكون لديها أشبال صغار وهو مايعرضها للموت .
الامساك بأنثى نمر
تعود من حين لإخر وقائع عن الامساك بنمور أو قتلها كما أن حياة الضباع لا تختلف عن بقية الحيوانات فهي تتعرض للمطاردة والقتل .
ففي 5 ابريل تمكن مواطنون في إحدى قرى منطقة الحصن التابعة لمديرية لودر بمحافظة أبين جنوبي اليمن، من الامساك بأنثى نمر عربي وقام احد المواطنين في وادي شعب الظبي بقرية “يري” التابعة لمنطقة الحضن، من نصب شباك خاصة الضباع و اصطاد انثى النمر .
و قام الأهالي بربط أنثى النمر على أخشاب، وحملها إلى القرية وإيداعها قفص خاص به،
المصادر أكدت أن الأنثى بيعت بعد ذلك لإحدى الحدائق في السعودية .
اتهامات لهيئة حماية البيئة
وأتهم بعض المصادر الهيئة العامة لحماية البيئة (الديوان العام) بمحافظة عدن جنوب اليمن، على كانت سبباً بتزايد عمليات الصيد الجائر للنمر العربي مؤخراً.
وقالت مهتمين أن قيامها بالتفاوض ودفع أموال مقابل أخذها لأنثى نمر عربي من الأهالي الذين قاموا بصيدها مطلع أبريل/نيسان الفائت، في احدى قرى لودر بمحافظة أبين جنوب شرق البلاد ربما سيشجع على التعرض للنمور وزيادة الايقاع بها.
وزادت حوادث الصيد إلى 6 جرائم صيد متوالية للنمور والوشق في أبين.
وأكدت مصادر ان عملية التفاوض وأخذ أنثى النمر من قبل الهيئة حماية البيئة، دفع ببعض السكان المحليين بصيد المزيد من النمور طيلة الاشهر الثلاثة الماضية.
واعتبار بعض المختصين قيام هيئة البيئة اليمنية الديوان العام عدم اعادة اطلاق سراح أنثى النمر داخل موطنها الاصلي وفرض منع الصيد في تلك المناطق هو دليل على الدور العبثي للهيئة
وكشف مصادر أن الهيئة قامت بإرسال انثى النمر إلى احدى الجهات في المملكة العربية السعودية. ولم تعلن رسمياً عن ذلك منذ أبريل/نيسان 2021.
ويرى مختصين أن وجود المال في تبادل الحيوانات خاصة النمور العربية سوف يزيد من عملية البحث عنها وتهديد وجودها خاصة وأن هناك مواطنين يعملون على تحقيق مصالحهم الشخصية .
استمرار مسلسة القتل
حلم أخضر أحد المنظمات المختصة بالبيئة وصفت في مايو 2018 مايحدث للنمور بالمحبط والمؤلم للغاية، وجاء ذلك بعد حوادث استمرار قتل النمور العربية النادرة في مناطق اليمن.
وقالت المنظمة حينها "المؤلم أكثر هو القتل الجائر للنمر العربي في اليمن والذي ما زال مستمراً في منطقة “الشعيب” في محافظة الضالع جنوب اليمن، ويزدهر دون اكتراث لأحد."
وأعتيرت المنظمة ان النمر العربي المتواجد في اليمن، يهدده الصيد الجائر .
وأضافت أن قيام أحد الجنود في منطقة الشعيب في مايو 2018 بالضالع وهو يحمل 2 من النمور العربية التي قتلها ببندقيته على أنه كارثي .
وكشفت المنظمة ان أكثر من 16 من النمور العربية النادرةقد قتلت من قبل هواة، خلال سنة واحدة فقط، وسط صمت رسمي وشعبي وفي منطقة «حضوب» الواقعة بين منطقتي «دموت والفتك» التابعتان لمحمية حوف الطبيعية، التابعة لمحافظة المهرة شرق اليمن، والتي تعد من اهم المحميات في البلاد.
قتل الوعل
الوعل هي حيوانات تنتشر في حضرموت وطالما أظهرت كل المؤشرات انها معرضة للانقراض نتيجة الصيد الجائر لها .
ويطالب الكثير من حماة البيئة في اليمن إلى ضرورة منع قتلها وأقامة احتفالية سنوية يشجع على اصطيادها في المحافظة .
وتقام في مدينة حضرموت احتفالية سنوية تحتفي بصيدها بينما صار وجود الوعل محددا في مناطق صغيرة بعد أن كانت منتشرة ومتوزعة في العديد من مناطق المحافظة .
ويطالب الكثير بضرورة منع العادات التي تمجد اصطياد الوعل في حضرموت وايجاد قوانين واجراءات تجرم مثل عذه الأنشطة.
وتتعرض الغزلان في محافظة شبوة للقتل اليومي من السكان القبليين حيث تزايدت عملية قتلها دون أن تتخذ اجراءات لوقوف تدمير البيئة الحيوانية لها .
ويحذر الكثير الناشطين في مجال البيئة أن السنوات الخمس القادمة في اليمن ستكون خطيرة مالم توضع حلول واجراءات سريعة لمواجهة عملية الاستهداف الممنهج للبيئة الحيوانية .
تعليقات