فساد المنظمات اليمنية والسلطات المحلية في المحافظات يحرم اليمنيين من المساعدات
عربي و دوليالآن - خاص يوليو 5, 2021, 7:33 م 586 مشاهدات 0
عبد الرب الفتاحي - جريدة الآن
تضيق السبل بعدد كبير من اليمنيين الذين تأثروا بالحرب خاصة الذين نزحوا من محافظاتهم واستقروا في مناطق ومدن أخرى ويعانون من ظروف بالغة السوء بعد انقطاع مرتباتهم .
ثلاث مليون نازح
ونزح أكثر من ثلاثة مليون يمني تاركين منازلهم بعد أن شهدت مدنهم معارك بين قوات الحكومة الشرعية وبين قوات الحوثيين والتي استولت على العاصمة وسبع محافظات أخرى بينما تحرر جزء من تعز والحديدة.
وشكل النزوح حالة من التدمير لظروف الكثير من اليمنيين وانقطاعهم عن أعمالهم وانعدام حصولهم على التغذية والرواتب ففي عام 2016 أمتنعت الحكومة الشرعية عن دفع الرواتب على الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين وهذا ما فرض حالة من انهيار وضع الكثير ماديا وصاروا غير قادرين على توفير لقمة عيشهم أو تأمين مساكنهم خاصة أولئك الذين لايملكون منازل وهم يعيشون على الإيجار .
فساد المنظمات
تتولى المنظمات إدارة وتوزيع الكثير من أشكال المواد الغذائية والمالية في اليمن والتي تأتي كمساعدات ويتم وضع مسوحات لمعرفة النازحين أو الاسر المحتاجة من قبلها لكن أستطاعت تلك المنظمات تحويل العمل الاغاثي وحصولها على المساعدات لاستثمارها وزيادة الفوائد والاموال التي تجنيها من هذا النشاط .
ففي العديد من المحافظات التي تخضع لسيطرة الحكومة الشرعية يفتقد النازحون لظروف أمنة ويتهمون المنظمات على أنها من تحرمهم من احتياجاتهم وانها تقوم بمسوحات مضللة وأنهم لايعرفون أن هناك منظمات أتت لوضعهم في قائمة النازحين .
العاملين في تلك المنظمات وفق شهادات الكثير من المواطنين يعملون ضمن نطاقات محدودة ويقومون بإجراءات بسبطة لاتستوفي شروط العمل المدني والانساني .
تحصل المنظمات على كميات هائلة و التي تكون على شكل مواد غذائية أو مالية ووفق كشوفات وسجلات تم اعدادها بعد المسوحات لكن هناك مناديب إما للسلطات المحلية أو المنظمات يقومون بحصر عملية وضع قائمة المسجلين بناء على معايير سياسية أو اجتماعية فيما يؤكد نازحون في محافظات تعز ولحج وعدن أن عملية التوزيع ووضع الاهتمام على النازحين والأسر المحتاجة يظل بسيطاً ويفتقد للموضوعية والشفافية.
ويرى الشاب عبد الناصر العامري أن هناك من تم تسجيلهم ومسحهم في سجلات النازحين ولا يحصلون على أي مساعدات وأن المنظمات مع السلطات المحلية في المحافظات هي من تستولي على تلك المساعدات .
ويضيف أن غياب واقع المحاسبة مع استمرار فساد السلطات التي تتولى إدارة المحافظات زاد من عملية النهب للمساعدات وتحويلها لتكون في دائرة سيطرة بعص القوى والاشخاص والأحزاب.
تجارة بمعيار العمل الانساني
يفتقد توزيع المساعدات في اليمن إلى الآلية الحقيقة التي تضمن وصول المساعدات بشكل مستمر وعادل وهذا خلق ظروف انسانية حرمت عدد كبير من اليمنيين من وصول الأغذية والأموال بشكل بعيد عن سيطرة الاطراف الفعلية وهي من تدير العمل الانسانية لصالحها .
ويكشف العديد من النازحين في محافظة لحج وهي محافظة تقع بالقرب من عدن أنهم موثقون في سجلات النازحين وهناك من هم في قائمة الاسر المحتاجة لكن لاشيئ يصلهم وأن المساعدات المخصصة لهم لاتصلهم .
الامر في محافظة لحج يتم وفق حالة من السيطرة والتلاعب بالمساعدات ووفق التوافق بين السلطات المحلية والمنظمات .
ورغم وجود اسماء العديد من النازحين وهم كثيرون فإن ماتفعله المنظمات والسلطات المحلية يقوم على عرضهم في السجلات وتقديم تلك الكشوفات للمانحين والمنظمات الخارجية لكن في اليمن يتم حرمان الكثير وقطع موارد حياتهم لصالح فساد السلطات المحلية والمنظمات .
تلاعب في محافظة تعز
يتحدث الصحفي مرزوق ياسين فيما يتعلق بالسنوات الاولى من الحرب في محافظة تعز .
وقال " جرى خلال تلك الفترة تشكيل لجنة عليا للإغاثة ولجنة فرعية بالمحافظة برئاسة الوكيل المهندس رشاد الاكحلي "
وأضاف عملت اللجنة على الاشراف على الأعمال الإغاثية والإنسانية في المحافظة وتحديد نقاط توزيع المساعدات لضمان ذهاب المساعدات إلى مستحقيها على الرغم من اختلالات كبيره شهدها العمل الانساني في المناطق المحاصرة .
وتطرق مرزوق إلى أخر تقرير للجنة التي توقفت انشطتها مؤخرا وكشفت اللجنة عن غياب الشفافية في توزيع 760 ألف سلة غذائية مقدمة من مركز الملك سلمان تولت جهات محسوبة على بعض الأطراف السياسية عملية توزيعها .
ويعتقد مرزوق أن العمل الاغاثي يسوده مشكلات كبيرة وهناك عمليات استثمارية واضحة و مكتب الشؤون الاجتماعية طرفا فيها .
وأشار مرزوق ان فترة شهر رمضان المبارك تدفقت مساعدات كبيرة وتحديداً من دولة الكويت الى منظمات محسوبة على بعض الاطراف السياسية ولم يستفيد منها المحتاجون ولا المواطنيبن وذهبت لصالح فئة محدودة جدا.
وأعتبر أن هناك من يستثمر بقضية الحصار على المدينة وتتحول المساعدات الى تمويلات ولا أحد يستطيع الرقابة عليها وضمان وصولها الى مستحقيها مع سيطرة طرف سياسي على مكتب الشؤون الاجتماعية .
وافاد مرزوق ان العمل الإغاثي يشوبه الكثير من الاختلالات ويجب تعزيز الجوانب الرقابية عل أنشطة الجمعيات التي لم يتوقف الامر عند تحيزاتها بل وصل الامر الى الاساءءة لهذه المدينة من خلال تحويلها الى مايشبه المعاق الذي يدفعونه بكرسي متحرك و يتسولون به من قبل بعض الاطراف السياسية ليدر عليهم بالمال .
نهب الحوثيين
يقوم الحوثيين بالسيطرة الكاملة على عمل المنظمات في مناطق سيطرتها ويمارسون نهب مباشر للمساعدات المالية والغذائية .
تعمل جماعة الحوثيين على وضع العمل الاغاثي ليضيف لها الحصول على الأموال وتحويل جزء كبير من المساعدات لتكون ضمن اختصاصها وهي لاتوزع المساعدات كاملة للمواطنيين بقدر ماتقوم بنهب الجزء الاكبر منها ورغم التوزيع المستمر للمساعدات إلا أن تلك المساعدات منخفضة وليس ضمن ماهو محدد توزيعه .
تمارس جماعة الحوثيين دورها في تحويل عمل المنظمات ليكون رافداً لها فهي لاتوفر الكميات الكافية من المساعدات وتحرم الكثير منها كما أن المساعدات المالية توزع على القليل من النازحين بينما يذهب مايقارب من 80% من المساعدات المالية لصالح الاطراف القيادية في حركة الحوثيين .
تعليقات