علي البغلي: هل وظيفة رجال الأمن في الكويت أصبحت تقتصر على الاستعراض في المجمعات وترك «القرعة ترعى» في الشوارع

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 999 مشاهدات 0


استعرضت المئات من قوات شرطة الداخلية الكويتية يوم الأحد الماضي في المجمعات التجارية، تنفيذا للقرار الرسمي الغريب بعدم دخول غير المطعمين المجمعات والمطاعم والمقاهي، وهو قرار فرق العوائل والأصدقاء والمعارف، لأن منهم من تطعم، ومنهم من ينتظر دوره في التطعيم... فلماذا تتم معاقبة من لم يطعم، وهو أمر ليس بيديه، ولكن بيد موظفي الصحة... فمعظم دول العالم المتحضر وغيره طعموا معظم أفراد شعوبهم ومقيميهم، إلا نحن في الكويت... دولة القرارات المتضاربة غير المدروسة. 

وآخرها ارتياد المجمعات والمطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة والنوادي الصحية... إحدى معارفي تخبرني أنها ذهبت لصالون الحلاقة النسائي في المنطقة التي تقيم فيها، وهي قد أخذت أو تطعمت بالتطعيمين، تقول إنها سألت العاملات في ذلك الكوافير: وعددهن 4 سيدات أو فتيات آسيويات: هل تطعمتن؟ أجبن كلهن بصيغة النفي: لا!!.. وهي حكاية نهديها إلى الوزير الشيخ الشاب وزير صحتنا وحكومتنا الرشيدة التي تبصم على قراراته التي ما أنزل الله بها من سلطان! 

*** 

نرجع لقوات الأمن التي ملأت المجمعات التجارية، مستعرضة فيها، وتركت الشوارع يسرح ويمرح فيها منتهكو القوانين، وآخرها الجريمة التي ارتُكبت في وضح النهار، يوم الإثنين الماضي، في المهبولة، وقُتل فيها طعنا «بخنجر» الشرطي الشهيد عبد العزيز الرشيدي من قبل أحد القتلة المجرمين الوافدين من الشباب الجديد، الذي اكتشفت قوات الأمن أنه قد قتل والدته أيضا، لأنها لم تعطه ما يريد من نقود أو مال!!

صورة القاتل وهو يطعن الشرطي الشهيد التي بثتها وسائل التواصل الاجتماعي، رأينا فيها سيارتين لقوات الأمن، مع أن أمثال هؤلاء شدوا حيلهم في المجمعات، مستعرضين قوتهم وأزياءهم وسلطتهم على رواد تلك المجمعات التجارية ممن لا حول لهم ولا قوة، وقد دخلوا، أي الرواد، تلك المجمعات بعد أن أثبتوا لمن يقف على مداخلها إتمام تطعيمهم، وبالتالي ما الفائدة التي جنيناها من تمشي أو استعراض رجال الأمن داخل تلك المجمعات... وهل وظيفة رجال الأمن في الكويت أصبحت تقتصر على الاستعراض في المجمعات، وترك «القرعة ترعى» في الشوارع، وقد أصابت «القرعة» هذه المرة أحد زملائهم الذي قُتل بدم بارد في وضح النهار، في جريمة غير مسبوقة أمام المارة من البشر والسيارات! 

رحم الله الشرطي الشهيد عبد العزيز الرشيدي، وجازى الله كل من تسبب بقتله بتلك الجريمة الشنيعة... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

هامش:

أشكر سعادة محافظ البنك المركزي الدكتور محمد يوسف الهاشل على هديته القيمة «التقرير الاقتصادي لعام 2020» أزمة مزدوجة... الدكتور الهاشل في كلمته بمقدمة التقرير شخّص عوارنا الاقتصادي كالتالي «ثالوث من الاختلالات المالية والهيكلية يهيمن على الواقع الاقتصادي: اختلالات المالية العامة المعتمدة على النفط مصدرا وحيدا للدخل، وهيمنة الدور الحكومي على الاقتصاد، واختلالات سوق العمل...» 

نشكر السيد المحافظ على هذا التشخيص، متمنين أن نتعالج من تلك الاختلالات في القريب العاجل...

تعليقات

اكتب تعليقك