وفاة أطباء رغم تطعيمهم في إندونيسا.. سينوفاك الصيني لم يحميهم وتحذير من أن تتحول إندونيسيا إلى هند ثانية
عربي و دوليالآن - وكالات يونيو 30, 2021, 12:50 م 756 مشاهدات 0
أعلنت السلطات الإندونيسية وفاة 26 طبيبا تلقى ما لا يقل عن 10 منهم جرعتي لقاح سينوفاك المضاد للفيروس، هذا الشهر، ما أثار بعض الشكوك في مدى فاعلية هذا اللقاح الذي طورته الصين.
ففي أسبوع واحد، تخطت إحصاءات الإصابات المثبتة مخبريا أرقاما قياسية، بدءا من الإعلان عن 14 ألف إصابة في يوم واحد هو الـ21 من الشهر الجاري، حتى بلغت 21 ألف إصابة في يوم واحد هو أمس السبت، ليقترب مجموع الإصابات تراكميا من 2.2 مليون إصابة.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، تواجه إندونيسيا ارتفاعا في حالات الإصابة بفيروس كورونا، حيث لا تتمكن الكثير من المستشفيات في جزيرة جاوة من علاج المرضى الجدد في ظل تفشي سلالة دلتا الأكثر قدرة على الانتشار.
وأعلنت الجمعية الطبية الإندونيسية وفاة 26 طبيبا في يونيو (حزيران) الجاري، تلقى 10 منهم لقاح سينوفاك بشكل كامل.
وقد أثارت هذه البيانات الكثير من التساؤلات والشكوك حول مستوى الحماية التي يوفرها اللقاح، خاصةً ضد طفرات كورونا الجديدة الأكثر عدوى.
وتمت الموافقة على الاستخدام الطارئ للقاح سينوفاك مطلع هذا الشهر من قبل منظمة الصحة العالمية، والتي قالت إن نتائج الفعالية أظهرت أنه يمنع الإصابة بأعراض المرض بنسبة 51 في المائة ويمنع دخول المستشفى بنسبة 100 في المائة.
ومع ذلك، فقد أبلغت العديد من البلدان التي قامت بتلقيح نسبة كبيرة من سكانها واستخدمت لقاحات سينوفاك وسينوفارم الصينيين كجزء من حملات التطعيم الخاصة بها عن تفشي المرض على نطاق واسع مؤخراً.
وتشمل هذه البلدان منغوليا وسيشيل وتشيلي.
علاوة على ذلك، أدت المخاوف بشأن فعالية سينوفاك وسينوفارم إلى تفاقم مشكلة التردد بشأن تلقي اللقاح في بعض البلدان التي تعتمد على جرعات صينية الصنع.
وقالت وزارة الصحة الفلبينية الشهر الماضي إنه لن يتم إخبار الجمهور مسبقاً بنوع اللقاح الذي سيكون متاحاً في مواقع التلقيح، بعد أن اصطف الناس من الثانية صباحاً في موقع يعتقدون أنه يقدم لقاح فايزر.
ومن ناحيته، قال الدكتور باوين نومثافاج، اختصاصي علم الأوبئة السريري في مستشفى راماثيبودي في تايلاند إن «هذه البيانات المثيرة للقلق بشأن سينوفاك قليلة جدا مقارنة باللقاحات الأخرى».
وأضاف أن العديد من العاملين الصحيين بتايلاند تلقوا اللقاح ولم يُصب أحدهم بأي أعراض للمرض، مشيرا إلى أن اللقاح «قد يكون ناجحا مع البعض وغير فعال مع البعض الآخر».
وأشار فريق تقييم المخاطر التابع للجمعية الطبية الإندونيسية إلى أنه يعتقد أن أي لقاح معتمد من قبل منظمة الصحة العالمية والسلطات الإندونيسية يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بكورونا.
ومع ذلك، فقد أكد الفريق أنه يجري نقاشات في الوقت الحالي فيما إذا كان ينبغي إعطاء العاملين الصحيين جرعة إضافية من لقاح آخر.
وقال الدكتور أديب الخميدي، رئيس فريق تقييم المخاطر «لقد رأينا أن بعض البلدان تدعم مخطط الخلط بين اللقاحات لتعزيز مناعة العاملين في المجال الطبي. وهذا ما نتناقش فيه في الوقت الحالي. والشيء الأكثر أهمية هو ضرورة استمرار الملقحين في تطبيق إجراءات الوقاية من كورونا من ارتداء الكمامات والحفاظ على مسافة مناسبة بين كل شخص وغيره وغسل اليدين باستمرار». ودعا الخميدي الحكومة إلى فرض قيود إغلاق أكثر صرامة.
ووافقت هيئة الغذاء والدواء الإندونيسية أمس (الاثنين) على الاستخدام الطارئ للقاح سينوفاك لتطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً.
وعقب هذا الإعلان، قال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو إن بلاده ستبدأ قريبا في تطعيم الأطفال ضد فيروس كورونا.
وأضاف جوكو أن الحكومة تسعى لتطعيم مليوني شخص يوميا ابتداء من شهر أغسطس (آب) المقبل.
وقد حصل نحو 5ر27 مليون شخص في إندونيسيا، البالغ تعداد سكانها 270 مليون نسمة، وتعد رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، على جرعة واحدة على الأقل من لقاح فيروس كورونا.
وقد حذر الدكتور أندي تقدير الطبيب في مستشفى المجمع الرياضي بجاكرتا -الذي أصبح أبرز مستشفيات علاج مرضى كورونا- من أن إندونيسيا لم تصل بعد إلى ذروة الإصابات بالوباء، مشيرا إلى أن البلاد قد تشهد تصاعدا مستمرا في الإصابات خلال الأسابيع المقبلة، داعيا إلى تفعيل شرطة البلدية في حث الناس على اتباع الإجراءات الصحية في الأسواق الشعبية والأماكن العامة، في ظل عدم التزام كثيرين بلبس الكمامات وبالتباعد الاجتماعي، على حد قوله.
كما حذر تحالف "لابور كوفيد-19" -وهو تحالف شعبي للانفتاح المعلوماتي والعون القانوني بشأن الوباء- من أن تصبح إندونيسيا "هندا ثانية"، مع انخفاض عدد من يتم فحصهم يوميا مقابل اقتراب مئات المستشفيات من تجاوز طاقتها الاستيعابية السريرية.
وطرح التحالف تساؤلات بشأن المعلومات المنشورة، مشيرا إلى الفارق بين العدد المعلن للوفيات على المستوى الوطني من قبل وزارة الصحة والهيئة الوطنية للتعامل مع آثار الكوارث، حيث سجلت أول أمس 56.371 ألف وفاة، مقارنة بالإحصاءات التي جمعها التحالف على موقعه من مئات المحافظات والمدن الإندونيسية، وبلغت حالات الوفاة 69.326 ألفا، بفارق 12.955 ألف وفاة.
وينذر هذا المصاب بالحاجة إلى أن تهتم إندونيسيا -حكومة ومؤسسات مدنية وإدارات محلية وشركات- بالقطاع الصحي مستقبلا، من خلال تصنيع الأدوية واللقاحات، وتحديث الأجهزة الصحية وتصنيعها محليا، وتشييد المزيد من المستشفيات والمراكز الصحية.
وتريد إندونيسيا تطعيم 181.5 مليون شخص بحلول مطلع 2022 للوصول لمناعة القطيع.
تعليقات