موضي الحمود: نسألكم بالله أيها السادة أعضاء السلطتين.. هل أداؤكم هذا هو بر بالقسم؟ وهل تستشعرون معنى هذا الوضع السياسي المأساوي الذي لا يسر عدواً ولا صديقاً؟
زاوية الكتابكتب د. موضي الحمود يونيو 24, 2021, 1:08 ص 897 مشاهدات 0
أن تتعطل الممارسة البرلمانية ويصاب المجلس بالشلل منذ بداية دور انعقاده الحالي إلى أن شارف الآن على انتهائه، من دون إنتاج أو ثمرة ملموسة عائدة على الشعب والوطن.. فهذا يعني أن حالنا ما يسر!!
أن تناقش الميزانية العامة للدولة بأبوابها المختلفة وما تتضمنه من ميزانيات 16 جهة مستقلة و20 ملحقة.. وبأعلى رقم شهدته ميزانيات الدولة، حيث بلغت 23 مليارا و48 مليون دينار كويتي ومن دون عرض لتقرير لجنة الميزانيات.. وخلال 3 ساعات من وقت المجلس، وهذا هو أسرع وقت لإقرار أي ميزانية عامة، ومن دون مناقشة لأبواب الميزانية، كما نص الدستور وجرى العرف عليه وبموافقة أغلبية ضئيلة.. مع رفض أحد أكثر الأعضاء المخضرمين في شؤون الميزانيات. فهذا أيضاً دلالة على أن حالنا ما يسر!!
أن تحرص الحكومة على الحضور بكامل أعضائها وتصوت وقوفاً مما يسقط حجتها السابقة في عدم الحضور للجلسات العامة لاحتلال النواب مقاعدها الأمامية.. وهو الوضع الذي تكرر بالأمس في جلسة الميزانية، ولكن الحكومة حضرت وصوتت، بل لم يجد أحد وزرائها حرجاً في الجلوس في المقاعد الخلفية.. فهذا أمر لا يسر!!
أن تنتهي الجلسة بالعرض المتكرر بين هوشة الأعضاء وسقوط العِقل وتدخل الحرس لفض مشاهد الكر والفر بين النواب.. فهذا لعمري أمرٌ ما يسر!!
لا أعلم إلى أين نتجه ولا ما هو مصير هذا المجلس.. ولا ما هو مصير أمور الوطن في وضع تتبادل فيه السلطتان وضع العصا في دولاب العمل، فتتوه الرؤيا ويعاني الكل من استمرار المناكفة بين الحكومة والنواب داخل قاعة عبدالله السالم وخارجها.
أيها السادة لقد أُقرّت الميزانية ببنودها المليارية، ورغم عجزها المتزايد وأعبائها الثقيلة، وهذا لا يعني في مسيرة البرلمانات الفاعلة إلا خطوة مستحقة لرفع العتب في بلد تتراكم قضاياه وتتعثر مسيرته.
نسألكم بالله أيها السادة أعضاء السلطتين.. هل أداؤكم هذا هو بر بالقسم؟ وهل تستشعرون معنى هذا الوضع السياسي المأساوي الذي لا يسر عدواً ولا صديقاً؟ أترك الإجابة لكم ونناشدكم أن تعيدوا حساباتكم فلا يمكن المضي في أسلوب المراوغة هذا وتسجيل النقاط من قبل كل فريق في مرمى الفريق الآخر، فلا تهرب الحكومة من المساءلة سيحميها لأجل طويل، ولا التصعيد النيابي من دون البحث عن منطقة للتفاهم المشترك سينهي الأزمة، فالمسؤولية عظيمة والوطن أمانة في عنق الجميع.. فلنصنه ولنحقق للمواطن الاستقرار النفسي الذي افتقده مع أو قبل أن نحقق له الاستقرار الاقتصادي المنشود.. والله الموفق.
تعليقات