‫طلال العرب: كان من الأفضل للكويت وشبابها ولمن يريد ويرغب في العمل التطوعي أن يُستخدم جزء بسيط من الـ600 مليون دينار التي خصصتها الحكومة لمتطوعي الصفوف الأمامية لإقامة مؤسسة وطنية مستقلة‬

زاوية الكتاب

كتب طلال عبد الكريم العرب 311 مشاهدات 0


كان من الأفضل للكويت وشبابها ولمن يريد ويرغب في العمل التطوعي أن يُستخدم جزء بسيط من الـ600 مليون دينار التي خصصتها الحكومة لمتطوعي الصفوف الأمامية لإقامة مؤسسة وطنية مستقلة مهمتها ترسيخ مبدأ التطوع ليصبح جزءاً من الثقافة المجتمعية كما هو حاصل في الأمم الحية.

ليس هناك أجمل وأرقى من العمل التطوعي البحت، أي بلا مقابل، فمن جربه ينتابه شعور جميل وعجيب من المتعة والبهجة في النفس، إنه إحساس بأن صاحبه قد رد الجميل ولو اليسير لبلده وأبناء وطنه، وأنه قام بعمل حقيقي لمجتمعه.

إلا أن الحكومة ويا للأسف أجهضت، مع بداية أزمة كورونا، ذلك الشعور والمبادرة النبيلة بتخصيصها مبالغ مالية نظير تطوعهم، مما أبعد عنهم تلك الصفة الوطنية، ولا نعلم حقيقة لماذا هذا التصرف الحكومي، كان عليها في المقام الأول أن تؤصل روح التطوع ومفهومه في وجدان الشباب، لا أن تسلبهم إياه. 

قامت الحكومة والمجلس، وبصفقة سياسية سيئة، صبت في مصلحة بعض النواب الانتخابية ضد مصلحة العمل التطوعي، فخصصت مبلغ 600 مليون دينار، وهو مبلغ ضخم جدا، لمتطوعي خطوط الأمامية، هذا المبلغ أسال لعاب خطوط وهمية خرجت من العدم، لا علاقة لها بالتطوع ولا بخطر التعرض لأي إصابات.

فما أحوج الكويت الى مؤسسة تُعنى بترسيخ ونشر ثقافة التطوع البحت لمصلحة الكويت لا غيرها، كان من الأفضل للكويت وشبابها ولمن يريد ويرغب في العمل التطوعي أن يُستخدم جزء بسيط من هذا المبلغ لإقامة مؤسسة وطنية مستقلة مهمتها ترسيخ مبدأ التطوع ليصبح جزءاً من الثقافة المجتمعية كما هو حاصل في الأمم الحية، فتقوم بتدريبهم، وصقل مهاراتهم، وتشجيعهم على العمل الوطني التطوعي بلا مقابل، فهناك مجاميع شبابية طيبة من شباب هذا البلد تفانوا في أعمالهم التطوعية، وكانوا حقيقة مدعاة للاعتزاز، وهناك مجاميع وطنية تحتاج الى من يأخذ بيدها ويشجعها ويقدر لها الأعمال الوطنية التي يقومون به، فهناك مجموعة تطوعية تحاول الحفاظ على البيئة ونظافة البلد، وهناك مجموعة تهتم بالطيور والحيوانات البرية، وهناك نوع آخر من المتطوعين وهم المبادرون في وقت الملمات والأزمات، وما أكثرهم.

أما من عمل فعلا في الصفوف الأمامية، وحتى الخلفية فهو جزء من عملهم الوظيفي، وهم يستحقون فعلا تحت بند مكافأة أعمال ممتازة، أو بدلات عمل إضافي أو علاوة خطر عمل، لا مكافأة تطوع في الصفوف الأمامية أو غيرها، أما المتطوعون لوجه الله ولخدمة الوطن فلا نعتقد أنهم فكروا في المقابل المادي، فهم حقا يستحقون أن توضع أسماؤهم كل في منطقته على لوحات شرف مع شهادات من السلطة العليا للبلد، ولكن بشرط ألا يكون قد قبض ثمن تطوعه.

تعليقات

اكتب تعليقك