علي البغلي: صدماتنا تتوالى بتخبط قرارات حكوماتنا الرشيدة التي تفننت في صرف أموالنا للقاصي والداني ولمن يستحق ومن لا يستحق ونسيانها وتناسيها لأقرب الناس اليها.. وهم أبناؤه
زاوية الكتابكتب علي البغلي يونيو 20, 2021, 9:57 م 307 مشاهدات 0
صدماتنا تتوالى بتخبط قرارات حكوماتنا الرشيدة التي تفننت في صرف أموالنا للقاصي والداني، ولمن يستحق ومن لا يستحق، ونسيانها وتناسيها لأقرب الناس اليها.. وهم أبناؤها..
فالحكومة وصناديقها التنموية وغيرها تفسفس مئات الملايين على دول وجهات خارجية نسمع عنها بشكل يكاد أن يكون يوميا، ومع ذلك تتجاهل من يرفع رأسها ورأس شعبها، وهم أبناؤها الشباب.. فنحن نسمع كل يوم عن ابداعات شبابنا الفنية والثقافية والرياضية والعلمية في الخارج، لان حكومتهم مصرة على تجاهلهم!!
وآخر تجاهل قامت به الرشيدة هو تجاهلها أحد أبنائها الشباب الواعدين، وهو الدكتور بسام الفيلي.. الدكتور الفيلي كشف لنا منذ أيام عن موعد اطلاق أول قمر صناعي كويتي أسماه «قمر الكويت» في 24 يونيو الجاري من ولاية فلوريدا الاميركية.. والفيلي صرح لصحيفتنا القبس في 13 يونيو الجاري أنه قام بتركيب القمر بنفسه، والذي كلفه 50 الف دينار كويتي دفعها من أمواله الشخصية من دون الحصول على أي دعم من أي جهة!!
ونتساءل هنا.. اذا حكومتنا الرشيدة أفلست أو فَلّسَتْ نفسها، فأين مؤسساتها العلمية مثل معهد الكويت للأبحاث العلمية، ومؤسسة التقدم العلمي، وجامعة الكويت بكلياتها العلمية وغيرها.. وعدم تشجيع الرشيدة لأمثال هؤلاء الشباب الذين يرفعون الرأس، لم يقتصر على عدم دعمهم ماليا، بل تجاوزه الى احباطهم وعدم تشجيعهم لمثل تلك الخطوات العلمية المتقدمة.. والفيلي أخبر القبس انه في رحلته للبحث عن الدعم الحكومي جوبه برفض طلباته لتخصيص ترددات للبث من القمر الصناعي، وتسجيل القمر باسم الكويت في منظمة الاتصالات الدولية، وكذلك لإدخال المعدات والأجهزة اللازمة للتحكم بالقمر الصناعي، واستقبال اشاراته، وإتاحة المجال للطلبة في الكويت للتفاعل معه بشكل مباشر، ويقول ان ذلك حدث بسبب عدم تصديق الجهات الحكومية له!!
***
يحدث هذا في بلد أنشأ هيئة، برأيي، لا لزوم لها هي هيئة الاتصالات التي كانت وزارة المواصلات تقوم بما لم تقم تلك الهيئة المتفرجة منذ انشائها.. هذه الهيئة والمفترض أن يكون المنتسبون لها متخصصين بمجال الاتصالات، رفضت اعطاء الفيلي الموافقات اللازمة لإدخال الاجهزة على نفقته الخاصة، والسماح بإنشاء محطة ارضية مصغرة للأقمار الصناعية التعليمية، تكون متاحة للطلبة بالمجان للاستفادة منها، لان تلك الأجهزة حسب ما أخبروه في تلك الهيئة غير مطابقة لمواصفاتهم، على الرغم من أنه اقترح على الهيئة ان تكون تلك المحطة تحت اشرافها التام.
الفيلي توجه بعد ذلك الى الشقيقة الامارات العربية المتحدة، حيث استقبلته وكالة الامارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء، ووفروا له كل التسهيلات وحتى المكان اللازم للمحطة الارضية التعليمية، كذلك تمت دعوته من قبل المعهد التركي للتكنولوجيا لبحث سبل التعاون..
أسرد لكم هذه الحكاية الحزينة عن تخبط هيئات حكومتنا الرشيدة في قراراتها وإهمالها وتجاهلها لأبنائها، بالرغم من كرمها على الاجانب..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات