حسن العيسى: أي مستقبل تحلمون به؟! أكملوا نومكم عسى الله يهديكم!
زاوية الكتابكتب حسن العيسى يونيو 17, 2021, 10:31 م 465 مشاهدات 0
كان يا ما كان، أيام زمان في بلد اسمها الكويت منطقة جميلة، منظمة، بإدارة جيدة واعية، كان فيها المحلات التجارية المرتبة "تقريباً" مزدهرة، الشوارع نظيفة، فنادق معقولة من الدرجة الأولى، اسم تلك المنطقة ذلك الوقت في بدايات القرن الواحد والعشرين، "قرن السنع الكويتي" وتسويق الأحلام بعلب الأوهام، هو المنطقة الحرة.
كانت إدارة المنطقة للشركة الوطنية العقارية، التي افتتحتها في نوفمبر 1999، نقطة ضوء لعالم كويتي جديد منفتح من دون بيروقراطية الحكومة وفسادها، والتلاعب المتعارف عليه بعقودها، ومن دون تدخل "أصحاب الرزة" من كبار شيوخها أصحاب البخاصة والتطوير والتنمية بكل صورها.
وكتبت وكالة "كونا"، في تقريرها ذلك الوقت، "... نجحت المنطقة التجارية الحرة في الكويت منذ نشأتها في تحقيق إنجازات فاقت كل ما هو متوقع في فترة وجيزة، من خلال فتح الآفاق أمام التجار والمستثمرين لزيادة تنامي الأعمال التجارية...". وأضاف التقرير أن المنطقة قامت في ذلك العام باستقبال الزوار الإيرانيين، وهم من غير حملة التأشيرات للإقامة داخل المنطقة والمغادرة إلى إيران لخدمة مناطق جنوب إيران، وعدد سكانها 8 ملايين نسمة... وتم الربط الآلي بين المنطقة ووزارة الداخلية...
وكان جميل السلطان رئيس مجلس الإدارة في الشركة الوطنية يحلم بالكثير لقلب واقع الحركة التجارية في المنطقة والكويت... لكن وألف لكن... تعرفون بقية الحكاية أن شيخاً أو أكثر أرادوا إدارة المنطقة حسب قواعد المشيخة لا حسب أصول التجارة، ودخلت الدولة في صراع قانوني مع الشركة المديرة، وانتهت الأمور بعهدة إدارة هيئة الصناعة وإشراف وزارة التجارة على المنطقة... وتداخلت الاختصاصات بفوضى العقود والإدارة بين هيئات الدولة بخبراتها العميقة المستوردة من ألمانيا وسنغافورة، وغيرهما من دول السنع التي تقتدي بها الإدارة السياسية هنا كالعادة...
انتهت الحكاية، رحل جميل عن الدنيا وارتاح... ورحلت المنطقة الحرة من عالم النور والجمال والنظافة إلى عالم أكوام القمامة والفوضى، وأضحت المنطقة الحرة مدينة أشباح مخيفة... هذه كانت لمحة من صور الإدارة الحكومية... كانت أسعار النفط ذلك الوقت أكثر من معقولة... ماذا الآن بعد عقدين من الزمن وتراكم العجز المالي...؟ الإدارة السياسية هي الإدارة ذاتها، والسلطة هي السلطة، والعقلية المتحجرة المحافظة التي تخشى التغيير والتجديد ومواجهة تحديات اليوم والغد على "حطة إيدكم"... أي مستقبل تحلمون به؟! أكملوا نومكم، عسى الله يهديكم!
تعليقات