‫عبدالعزيز الفضلي: نصر الأمة القادم - بإذن الله - سيكون على يد عمّار المساجد لا رواد الملاهي والمراقص‬

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الفضلي 561 مشاهدات 0


لعل من أكثر الأخبار إيلاماً للعرب والمسلمين - لمن عاش ستينات القرن الماضي - هو سماعهم لنبأ سقوط القدس والمسجد الأقصى في أيدي الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 م.

هذا الاحتلال الذي جاء بعد هزيمة الجيوش العربية في حرب الأيام الستة، والتي تمكّن فيها العدو الصهيوني من احتلال قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان! لم يكن أحد من العرب يتوقّع أن تحدث هذه النكسة والهزيمة النكراء بهذه السرعة، وهم الذين كانوا يضعون ثقتهم في الجيوش العربية، وببعض زعمائهم وقد كان يردد أحدهم مقولة: (سنرمي إسرائيل في البحر)! ولكن إذا عُرِف السبب بطل العجب! شاهدت صورة نشرتها وسائل التواصل الاجتماعي في ذكرى النكسة، لراقصة تعتلي طاولة، وتحت أقدامها جموع من الضباط والجنود لتُحيي حفلة (رقص شرقي) في قاعدة طيران عسكرية ليلة 4/ 6/ 1967! وهي الليلة التي شنّ في صباحها الطيران الإسرائيلي هجومه على قواعد الطيران العسكري! قد يقول قائل: وما علاقة الغناء والرقص بالهزيمة أو النصر؟ والجواب: إن الله تعالى لا يحقق النصر إلا لمن يستحقه (إنْ تَنْصُرُوا الله يَنْصُرْكُم).

فكيف يأتي النصر لقادة وزعماء يحاربون دين الله؟ وكيف يأتي النصر لجيوش تسهر على الفواحش والمنكرات؟! ليلة تحرير القدس من الصليبيين، كان صلاح الدين الأيوبي يتفقد خيام الجيش، فوجد في إحدى الخيام جنوداً يقومون الليل ويقرأون القرآن ويتضرعون إلى الله بالدعاء، فقال: من هنا يأتي النصر.

ومرّ بجانب خيمة أخرى فوجد الجند فيها نائمين، فقال: من هنا تأتي الهزيمة! فإذا كان النوم ليلة المعركة قد يكون سبباً في الهزيمة، فكيف بمن سهروا ليلتهم على أنغام الأغاني وتمايل الراقصات! أرسل عمر بن الخطاب كتاباً إلى سعد بن أبي وقاص يوصيه فيه قبل المعركة، ومما جاء فيه: ( كونوا أشد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم، فإن ذنوب الجيش أَخْوَف عليهم من عدوهم، فإننا ننتصر على عدونا بطاعتنا لله ومعصيتهم له، فإذا استوينا بالمعاصي، غلبونا بكثرة عدّتهم وعتادهم).

دول الخليج والوطن العربي تُحيط بها الأخطار من كل جانب، وخيراتها يسيل لها لُعاب دول الاستعمار والصهاينة. ولن تتمكن من حماية نفسها، والانتصار على عدوها إلا بإصلاح علاقتها مع الله والاعتصام بحبله المتين ودِينِه القويم.

أهل غزة انتصروا على الصهاينة في الحرب الأخيرة لأنهم نصروا دِينَ الله.

تركيا تمكّنت من الوقوف في وجه كل المؤامرات، التي تحاك بها لأن رئيسها والحزب الحاكم فيها يعملون على تحقيق ما يقرّب الناس من الله: ببناء المساجد، وفتح المدارس الدينية، وتشريع حرية الحجاب، وغيرها من القوانين التي تصب في خانة (نصرة دين الله). لذلك نصر الأمة القادم - بإذن الله - سيكون على يد عمّار المساجد، لا رواد الملاهي والمراقص.

تعليقات

اكتب تعليقك